من الأرشيف : حول أدب الجراديات…/ كتب الأديب النبهاني ولد أمغر
“الْــجَـــرَادِيَاتْ”
تزامَنَ شهر رمضان المبارك سنة 2004 مع غزو الجراد لِمناطقَ واسعة من التراب الوطني، وفي نهاية حلقة من حلقات البرنامج التلفزيوني الرمضاني “السهرة” قدم مقدمُ البرنامج السجل الذهبي لضيفه الشيخ الجليل حمدا ولد التاه لتدوين انطباعاته، في تقليد دأب ذلك البرنامج عليه منذ ظهوره، فدوَّنَ البيتين التاليين :
مرَّ الجرادُ على حرثي فقلت
له لا تأكلنَّ ولا تهـمَمْ بإفسادِ
فقال منه خطيب فوق سنبلــةٍ
إنا على سفر لا بد من زادِ
وفي الحلقة الموالية كان العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله ضيفا فكتب في السجل معلقا على البيتين :
ومَرَّ أيضا بمرعانا فقلت لــــه
ما ذا أمالكَ مرعًى غير مُـرتاد
فقال مالي مَـرادٌ غير تربتكم
فأكرموا نزل هذا الرائح الغــادِي
وفي الحلقة الموالية بعث الشاعر سيدي ولد الامجاد من الكويت حيث كان يعمل بأبيات قرأها مقدم الحلقة المرحوم اعمر ولد بوحبيني ، ردا على العلامتين حمدا ولد التاه ومحمد سالم ولد عدود تقول:
إن كان مرَّ جــرادٌ فوق أربعنا
يقتاتُ زادًا هُنَا من غيـر ميعادِ
فما عدمنا ربيعًا في مرابعنا
فأنتم في حمانا خيرة الـــــزادِ
في كل سنبلة من علمكم مئة قد
انبتت ضعفها في السهل والوادي
هذي تحية تلميذ لكم عبقتْ
من الكويت بأزهـــــــار وأوراد
وفي تلك الأثناء زرت شيخنا الجليل حمدا ولد التاه، في منزله العامر، فحدثته عن شيوع أمر الجراديات، واستعذاب الناس لها، ثم خطر في قلبي فجأة أن أشارك فيها تبركا فكتبت أبيات في الحال، شجعها شيخنا وحملها تواضعا معه إلى حلقة ذلك المساء، من السهرة الرمضانية التي كان ضيفا عليها وهي :
فيما مضى أخذ الأجداد للــــــــزاد
بعض الجراد وبعض تاه في الوادِي
واليوم عادَ الذي قد تاهَ يحمل في
أعماقه ثأر آباء و أجْــــــــــــــدادِ
فاستنفرت منه أسراب وألويــــــةٌ
ولم يمز خافيا في الحرث عن بادِ
قد جاءنا والرياض الخضــر يانعـــة
ولم يغادر سوى رمـــل وأعـــوادِ
فاستسلم الزارع المسكين في
ألم حيران يضرب أخماسًا بآحـادِ
وجادَ حمدا وعدودٌ بما كتبا
في شأنه ولقد جاد ابن لمجَـاد
نواكشوط 2004