في مشكاة …/ اختلاف في المآلات …/ الشريف بونا

تواكشوط 19 يونيو2020 ( الهدهد .م .ص)

لاشك ان هناك اختلاف جوهري في المآلات بين المسلم الذي يعيش في الحياة الدنيا كعابر سبيل والكافر المغرور بزخارفها وقناطيرها المقنطرة.
فالمتدبر في آيات القرآن الكريم التي توضح للعاقل الخارج بالأسلام من حظيرة الحيونات حيث يقول الله عز وجل (ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يومنون ) يرى أن متاع الدنيا سراب وظل زائل.
فعندما عدد المولى سبحانه وتعالى ما زينه للإنسان من زخارف الدنيا في قوله تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المنقطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ).
فجاء بعد ذلك الشرح واالجواب القطع بقوله تعالى ( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذيت اتقوا عند ربهم جنات تجريي من تحتها الانهر خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله).
فالرضوان على العبد من الله هو منتهى السعاد في دار المقام السرمدي، وهو مبتغى المسلم المؤمن بالنشور والحساب بالجزاء أو العقاب في يوم تشيب فيه الولدان.
وجاء في آية أخرى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا).
ويقول ايضا ( ولولا أن يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين ..).
والآيات الواردة في هذا السياق اكثر من ان تحصى.
فعلى من يتشبثون في زمن( كورونا ) باتباع نهج عبدة المادة أن يتدبروا معنى هذه الآيات وان يدركوا أن المقاربة الغربية في الموازنة بين المحافظة على الاقتصاد من جهة وصحة الإنسان من جهة اخرى خاطئة تماما ومردودة على اصحابها.
فالإنسان عند الله مكرم ورفع الضر عنه الذي هو المرض مقدم على جلب النفع له الذي هو المال او مساعدته بفتح المجال امامه لكسبه فتلك المآلات يجب ان ينظر في موقف الشرع منها.. مجرد استفهام ..؟؟

مقالات ذات صلة