رئيس حزب “تواصل” لن نسكت على الاختلالات …وعلاقاتنا ليست متوترة
– قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” محمد محمود ولد سيدي إن حزبهم لن يسكت عن أي اختلالات يرصدها، واصفا الصمت عنها بأنه “مشاركة فيها، وتقاعس عن المسؤولية”، نافيا وجود أي توتر بينهم وأحزاب المعارضة أو أي أطراف أخرى.
وأكد ولد سيدي في مقابلة مع وكالة الأخبار تنشر لاحقا أن حزبهم كان “أول حزب سياسي نادي بضرورة توحد الجهود الوطنية لمواجهة الجائحة”، كما شكل “في الحال لجنة طوارئ حزبية باشرت عملا جمع بين التعبئة والتحسيس بخطورة هذا الوباء والحث على احترام إجراءات الوقاية منه، وبين تقديم ما جاد به محسنون وطنيون من تواصل، ومن غيره، لمساعدة الفئات الأكثر تضررا”.
وبرر ولد سيدي غيابهم عن اجتماعات اللجنة التنسيقية للأحزاب الممثلة في البرلمان بأنهم بعد سلسلة اجتماعات لم يلحظوا “تقدما يذكر، ولا تحسنا في الأداء”، كما سجلوا “ملاحظات جوهرية تتعلق بشبهات حول المحسوبية في فرز لوائح المحتاجين، والفساد في الصفقات، وغياب التسيير التشاوري للأزمة”.
وأضاف ولد سيدي – في أول حديث له عقب التطورات الأخيرة في البلاد – أنهم قرروا التغيب عن الاجتماعات “في انتظار تقويم المسار، والرجوع إلى هيئات الحزب المختصة لوضعها في صورة أداء التنسيقية، وملاحظاتنا عليه”، مردفا بقوله: “نحن حزب مؤسسات ملزمون بمثل هذا الإجراء”.
وردا على سؤال حول ما إذا كان التوقيت مناسبا لمثل هذه المواقف في ظل تفشي وباء فيروس كورونا في البلاد، قال ولد سيدي “سأجيبكم بسؤال: وهل الوقت مناسب للإقرار على الأخطاء؟ ومتى كان الوقت مسوغا للسكوت وترك مساعي الإصلاح؟”.
وأردف قائلا: “بالنسبة لنا، الوقت مجرد شماعة، وذلك لأن صمتنا الآن عن مخالفات واختلالات رصدناها للحديث عنها بعد فوات الأوان تأخير للبيان عن وقت الحاجة، ومشاركة في هذه المخالفات والاختلالات بالصمت عليها، وتقاعس عن المسؤولية التي حلمها لنا من انتخبونا، ومنحونا ثقتهم الغالية”.
وأضاف ولد سيدي: “نحن نرى أننا الآن أحوج إلى الصرامة في التصدي للمخطئ لأننا نمر بوضع صحى واجتماعي صعب، وضائقة اقتصادية عالمية، ومن غير المقبول أخلاقيا استغلال استثنائيتها لهدر الموارد المحدودة، أو لسوء تسييرها، أو للحيف في توزيعها”.
واعتبر رئيس حزب تواصل أنه “عندما يستمر الفساد والمحسوبية بفعل تدوير مفسدين دأبوا على ذلك منذ بعض الوقت؛ ولم تنجح نيات الإصلاح المعبر عنها في الخطابات الرئاسية في كبح بعض مسؤولي الجهاز التنفيذي عن تلك الممارسات؛ يتعين على الجميع النهوض لمواجهتهم”.
وشدد ولد سيدي على أن “اللحظة تفرض على الجميع التشنيع على المتلاعبين بالمال العام وقت الضائقة، وإنزال أقسى العقوبات بهم”.
وحول علاقتهم بأحزاب المعارضة، والحديث عن توتر علاقتهم بأحزابها، قال ولد سيدي، “علاقاتنا ليست متوترة مع أي كان، أحرى مع شركائنا في الفعل المعارض، أو على الأقل هذا ما نقتنع به في تواصل ونسعى إلى تحقيقه”.
وأضاف: “صحيح أننا في المعارضة أحزاب مختلفة، لكل منها هيئاته ورؤاه وتقديراته ومواقفه التي تناسبه. لسنا حزبا واحدا، وبالتالي قد تتباين وجهات نظرنا وهذا طبيعي لكن لا يناسب وصفه بالتوتر”.
وأكد ولد سيدي سعي حزب “تواصل” لإيجاد “إطار تنسيقي معارض موحد”، مضيفا أنهم ينظرون “بإيجابية إلى تجارب التنسيق السابقة رغم بعض الملاحظات هنا وهناك”، متمنيا “أن توفق المعارضة الحالية في ذلك”.
وأضاف ولد سيدي قائلا: “من يسعى إلى التنسيق، ويبادر في الاتصال، ويعرب بانتظام عن الحرص على الشراكة، لا ينبغي أن يوصف بالباحث عن التوتير أو الساعي إليه”.
وتحدث ولد سيدي في المقابلة، عن رؤيتهم للواقع الحالي، وعن تقييمهم لأداء مؤسسة المعارضة، وكذا عن تعليقه عن الخلافات داخل قيادات تواصل، والتي تبرز من حين لآخر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن مواضيع أخرى متنوعة.