وتر حساس… عندما لايمنع التدين من نهب المال العام
( الهدهد م. ص ) كثرهم هم مسؤولو وموظفو هذا البلد السامون يشملهم الإسلام، بحكم عمومه، لفظا ومظهرا ولكنهم لا يأتون فروضه عملا في المساواة والاحسان والصدق والإخلاص وإفشاء العدل بين الناس وأداء الأمانات إيمانا واحتسابا واستقامة ووطنية.
هي الحقيقة المرة التي تجد كل تعبيراتها وكامل تجلياتها في سوء التسيير ونهب خزائن البلد وتبديد مقدراته وظلم المستضعفين من مواطنيه على كافة الاصعدة وفي جميع أحوال وأوجه التعامل، ومنها الوجه المتعلق بسير نظام الدولة الإداري والوظيفي؛
ظلم صارخ في التعيينات والترقيات وفي الامتناع المتعمد عن محاسبة الجناة من مختلسين، لا يعاقبون وإنما، على العكس من ذلك، يرقون بعد حين؛
وظلم فادح بتعطيل الخدمات الحياتية من الدرجة الأولى إمعانا في الاختلاس على حساب الشعب. ومن الأمثلة على ذلك ما هو معروف من مواسم التحصيل التي باتت معهودة قبل وبعد الأعياد وعند الاستحقاقات الانتخابية؛ ومن هذه المواسم العديدة موسم انقطاع التيار الكهربائي والماء عن المواطنين بحجج ضعيفة تخفى في حقيقة الأمر العمل على توفير بعض ميزانية التشغيل، يجنى من وراء التعطيل ساعات وأياما، فلا يسجل في خانة “ما لم يتم استهلاكه”، ولا يطال التحقيق ملابسات صرفه من الخزينة، ليذهب فيما بعد إلى جيوب المختلسين على اختلاف درجاتهم في السلم الوظيفي. إنه التواطؤ على الوطن وأهله الذي ينفي صدق التدين.
بقلم : الولي سيدي هيبه