عمدة عين الصفرة يوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية

عمدة العين الصفرة إدومُ ولد العالم
سيدي فخامة رئيس الجمهورية:
تمر الأمم والشعوب في تاريخها بمنعرجات حاسمة ولحظات فارقة تٌسببها الكوارث والأزمات التي تَعترض  طريق سيرها  , وهي في ذلك تتفاوت في فهم الدروس واستخلاص العبر ،فكم انقشع غبار غٌمة عن شعب واقف بثبات وثقة على طريق النماء والعمل والمثابرة ، لا يلتفت إلى الماضي وما تسبب فيه من خسائر إلا بقدرما تزداد ثقته وتشبثه بالعمل والانتاج،وليس الشعب الياباني منا ببعيد…
سيدي الرئيس :
تضرب اليوم جائحة كورونا بأطنابها كل أصقاع المعمورة وتٌظلل أطيافٌها أغلب أرجائه متسببة في إرباك العالم ومهددة ـ كما لم يحدث من قبل ـ وجوده في الصميم ،وهي إلى ذلك تواصل في تكسير الأرقام القياسية في الخسائر على مختلف الصٌعد ، فقد انهارت في وقت قصير أمامها منظومات صحية طالما وٌصفت بالقوة والاستعداد والمتانة وتَسببت في خسارة الاقتصادات العاليمة الكبيرة لترليونات الدولارات وفضلا عن هذا كله تسجل كل يوم خسائر بشرية كبيرة للأسف ،ولا تزداد هذه الجائحة إلا عتوا وسرعة انتشار  تَقتلعُ القِلاعَ  وتدك الحصون  والأدهى أنها تنتشر  في ظل غياب بارقة أمل للانحسار على الأقل في الأمد القريب .
لقد تغيرت معالم العالم في اسابيع وعاد إلى ما قبل التكتلات والاتحادات في ردة فعله الفجائية على هذه الجائحة فكل دولة تفكر في مصلحتها وأمنها الخاصين…
وإن من أشد ما يؤرق أصحاب النظر السديد والمستشرفين للمستقبل قضية الأمن الغذائي خصوصا أن الإجراء الوحيد الذي أثبت نجاعته الوقائية هو النُّصح ببقاء الناس في بيوتها ،وهو ما سيدفع حكومات العالم إلى محاولة إيجاد آليات لتأمين شعوبها الجالسة في البيوت غذائيا ما يعني أن الدول  التي لا تنتج غذاءها مقبلة  إذا طالت هذه الأزمة إلى التدافع في الأسواق العالمية بكل أشكال المضاربات وهو ما سيؤدي لا قدر الله  إلى غلاء أسعار هذه المواد  واستنزاف المعروض منهما في الأسواق .
هنا يكون من الحري بنا كشعب ذكي تثيبت هذه الصورة القاتمة  التي تتهددنا وتَأملُها والتفكير فيما يُبعدها عن الظهور في آُفقنا  مستقبلا .
سيدي الرئيس
أزعم بحكم تجربتي ومعرفتي ببلادنا أننا قادرون على تأمين أنفسنا غذائيا بل وأذهب إلى أبعد من ذلك فما حبانا الله به من أراض خصبة قادر على جعلنا ننتج فائضا  عن حاجتنا  نصدره إلى الخارج ففضلا عما يوجد على النهر من أراض زراعية  مستصلحة وغير مستصلحة ،حيثما يممت وجهك  فأرضنا معطاء كريمة .
سيدي الرئيس سأقتصر هنا على الحديث عن بلدية العين الصفرة التي عانت منذ تأسيس الدولة الوطنية حتى وقت قريب من عزلة وانقطاع خانق عن باقي أنحاء الوطن فكانت محاولة  المجيئ بالميرة من أسواق شنقيط ،أطار أو تجكجة  تستلزم وقتا طويلا يحتاجه أهل البادية في رعاية مواشيهم و واحاتهم ولذلك كان أغلب اعتماد سكان البلدية  على ما يبذره أبناؤها  في القِرَرِ ( لگراير) المنتشرة في أنحاء البلدية والتي تزيد على 14 معروفة بالخصوبة وجودة الناتج منها ما جُربت  فيه زراعة الأرز ونجحت أما الحبوب فمن الجودة بمكان ونذكر هنا من هذه لكراير
ــ اگرارت البحير المعروفة
ــ وانزكار التي أقيمت فيها تجربة الارز وكانت ناجحة
ــ وتاكنز                                                                                              ــ وكرارت امنجنجر المشهورة
ــ السباعية
ــ انيملان
ــ اتوشنقيت
ــ الرخم
ــ الكمش
ــ ينبش
_اگرارت الشعرانية الكبيرة
ــ واد اغمورت
ــ العكد
ــ واد الفكارين
ــ اركين
ــ اودي الطالب
ــ الكلاعات
ــ كرارت  ام شياف
الي غير ذالك
كل  هذه المسميات هي لأراض زراعية خصبة و قليل من الدعم والتأطير والتكوين واستصلاج  الأرض ،لأهلها المثابرين بطبعهم المحبين للعمل خصوصا منه ما يربطهم بأرضهم المتشبثين بها كفيل  بصناعة معجزة  زراعية ملهمة في تلك الناحية.
سيدي الرئيس:
لا يمكن أن أنهي كلامي قبل أن أنبهكم على أموال تضيع الآن ومصالح معطلة في ناحيتنا
فلقد كان طريق   أطار – تجكجه بالنسبة لسكان الولايتين الرابط بين عاصمتيهما ولبلديتنا بشكل خاص حلما كبيرا علقنا عليه الكثير من الآمال حين تكون طريقا  سالكة وقد بذلت الدولة مشكورة في سبيل انجازه أموالا طائلة كانت في أمس الحاجة لها واليوم وبعد اكتمال الطريق يتهدد تلك الجهود والأموال الكبيرة تحدي زحف الرمال التي غطت مقاطع طويلة منها  في أكثر  من موضع وإن لم تجد الصيانة المناسبة فإن هدر هذه المقدرات وفسادها مسألة وقت فضلا عن  تعطيل هذه الطريق وعدم استغلالها الشيىء الذي وجدت له أصلا، وهنا أقترح إنشاء أحزمة  شجرية    في المقاطع الأكثر عرضة لهذا الزحف الرملي :
ــــ مقطع :تمنيت ـانبيكه ـ الدعجي ـ تنومند ـ لبحير    مرورا بتجمع تنومند  الذي بدأت تتهدده الرمال
ـــــ مقطع:تاكنزــ ينبش ــ وعلى هذا المقطع  تتجمع الآن كثبان رملية كبيرة
ـــ مقطع العين الصفرة ــ آغمورت ـ  اتواجيل  وعلى هذا المقطع الممتد حتى وادي الخط سلسلة  كثبان رملية عاتية ……..
سيدي الرئيس
إن طريق تجكجة ـ أطار حقيقة طريق معطلة  بسبب هذه  الكثبان  التي تزداد يوميا وأي تأخر  في صيانتها  سيكلف الدولة أموالا  أكبر ويهدر مقدرات وأموال  كان من  الممكن تداركها.
سيدي الرئيس
لن يفوتني في هذه السانحة التعبير عن عرفاني وامتناني الكبيرين لما  بذلتم  وتبذلون في خدمة بلدكم وعلى ما أظهرتم  من حصافة رأي واصطفاف مع  الفئات الأكثر احتياجا خصوصا في  هذه الجائحة جَنّبها  الله أرضنا  ورفعها عن البشرية إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عمدة بلدية العين الصفرة إدومُ ولد العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً