الجزائر تميل للموقف التركي لخلق توازن استراتيجي لمواجهة النفوذ المصرى في ليبيا
نشرت صحيفة “رأي اليوم ” تحليلا حول ميول الجزائر إلى مساندة التدخل التركي في ليبيا للمحافظة على التوازن مع النفوذ المصري الذي تخشى الجزائر أن يتسبب في تجزئة الأراضي الليبية التي تربطها بها حدود طويلة.
وجّهت قمة برلين دعوة إلى الجزائر للمشاركة في الاجتماع حول ليبيا، وستميل الجزائر الى التنسيق مع تركيا لتقليص أي نفوذ إماراتي – مصري في منطقة المغرب العربي.
وتشترك الجزائر في حدود تقارب ألف كلم مع ليبيا، ورغم هذه الحدود المشتركة الطويلة همشت الدول الكبرى الجزائر كما همشت تونس التي تشترك في حدود مع ليبيا وقامت فقط باستدعاء مصر التي تشترك مع ليبيا في حدود برية طويلة.
وانتبهت بعض الدول الى خطئ تهميش الجزائر، وعلى إثر ذلك بعض الدول بخطب دول الجزائر في الملف الليبي، وتوجه الى الجزائر العاصمة وزراء خارجية مصر وتركيا وإيطاليا ثم الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإيطالية.
واعتبر الخبراء والصحافة الدولية ومنها “لوموند” زيارات مسؤولين دوليين الى الجزائر استيقاظا للدبلوماسية الجزائرية بعد السبات العميق الذي مرت منه إبان السنوات الأخيرة لحكم الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة الذي كان لا يقدر على الحركة، ودخلت الأطراف التي حوله في صراع السلطة وأصبحت الدبلوماسية هامشية.
وترفض الجزائر التدخل الخارجي في الشؤون الليبية، وعارضت التدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، ولكنها تجد نفسها حاليا مجبرة على التورط أكثر في الملف الليبي بعدما بدأ يتحول الى ما يشبه الملف السوري بسبب تدخلات أجنبية مثل روسيا والإمارات العربية والسودان وأخيرا التدخل العلني والقوي لتركيا. وتدرك الجزائر أن مزيدا من تدويل ملف ليبيا وبالخصوص عسكريا سيحرقها عاجلا أم آجلا.
ويستخلص من مواقف الجزائر في مباحثاتها مع الدول الغربية والعربية ميلها الى التنسيق مع تركيا لخلق توازن استراتيجي في ليبيا للحد من النفوذ المصري والإماراتي الداعم لحفتر خليفة ضد حكومة الوفاق برئاسة فايز سراج. ويذهب الباحث جليل الحرشاوي من معهد الدراسات الدولية غلينجندايل الهولندي أن ما تخشاه الجزائر هو تقسيم ليبيا مستقبلا والانعكاسات التي قد تترتب عنه على الوحدة الجزائرية.