اودي امجبور: ملحمة التصدي وقهر الجبال…!!

صورة تخدم الموضوع

نواكشوط 04 يناير 2020  ( الهدهد .م. ص)

اطلعت اليوم على تفاصيل مؤثرة عن مكابدة سكان قرية”آودي أمجبور” التابعة لبلدية لحصيرة بولاية تكانت ,تتضمن وصفا لملحمة تصدي وقهر للجبال من أجل مواصلة جهود سلف كان يحمل اللوح بيد ويشعل عود الحطب بيد أخرى ويتحدى ظلمة الليل وهول المخاطر من أجل ان يكون له شأن وأي شأن.
من ضمن ما وصلني مشهد مسجل قد اختلطت فيه زغاريد النسوة وصوت البنادق ورغاء الإبل في لحظة تحد للصعاب ستكتب بحروف من ذهب على جبال تكانت وسيتردد صداها مدويا حتى يصل الى وادي بومديد وكثبان لعصابة مرددا أنشودة حب الأرض والبقاء،إنهم رجال علت هممهم وشعروا بحتمية دخول المعركة،التي ساهم في خوضها ،بالإضافة الى العوامل السابقة ،بعدهم من أقرب مدينة تتوفر على البُنى الاساسية الضرورية ,وخاصة “نقطة صحية” يتمكنون فيها من علاج أبنائهم وبناتهم ,ويستطيعون الوصول إليها في فترة زمنية قصيرة في الحالات الاستعجالية.
لقد تنادى أهل آودي أمجبور بشيبهم وشبابهم ,يملأ قلوبهم الايمان ,ويعتمدون ـ بعد الله ـ على سواعد أبنائهم ,بعد أن يئسوا من تقديم مد يد العون من أي جهة كانت ,حكومية أو بلدية ,لفك العزلة عن قريتهم التي لا يبغون سواها بدلا ,ولا يستطيعون فراقها مهما قَسَت الظروف ,وتخلت الدولة عن مسؤولياتها تجاههم ,فأرضهم بالنسبة لهم جنة عدن ,ومهدٌ ووطن ,وموئل الآباء والاجداد ,يرونها شاما أو يمنا ,بها وُلِدوا ,وعلى أديمها ترعرعوا وعاشوا وماتوا ,وفي سبيل إحيائها وعمرانها ضحوا.
(بلادٌ ألِفناها على كلِّ حالةٍ*
وقد يؤْلَفُ الشيءُ الّذي ليسَ بالحَسَنْ*
وتُستَعذَبُ الأرضُ التي لا هَوَا بها*
ولا ماؤُهَا عَذْبٌ ولكنّها وطَنْ)*
أقول : تنادى أهل القرية ـ بمجهودهم الذاتي ووسائلهم المحدودة ـ لمحاولة شق طريق “اللابده”–الذي يربط تكانت بالعصابة– بين الجبال الوعرة ,والصخور الخطرة ,والمنحدرات الضيقة ,والتفَّ حولهم الجيران والمجموعات القريبة ,يشُدون من أزرهم ,ويقدمون ما استطاعوا من مساعدة في سبيل تحقيق الهدف (الحلم) ,لكن الخطب جلَل ,والمهمة صعبة ,والوسائل ضعيفة ,ولولا العزيمة التي لا تلين والضرورة والحاجة ما فكروا لحظة في هذه المهمة المستحيلة.
وبما أن هذه الطريق تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة لسكان هذه القرية ,فإنني أوجه نداء عاجلا ومناشدة إنسانية لفخامة رئيس الجمهورية ولمعالي الوزير الاول للمبادرة في فك العزلة عن القرية وسكانها ,وربطهم بأقرب الطرق المعبدة إليهم ,لأنهم في أمس الحاجة لهذا الطريق ,كي يتمكنوا من الولوج لأبسط حقوقهم كمواطنين ,وعلى رأسها ,حقهم في العلاج بالسرعة المطلوبة ,فالمسافة بين القرية وأقرب نقطة صحية إليها قد تستغرق يوما كاملا في الوقت الراهن ,بينما لا تتخطى نصف الساعة في حالة وجود طريق سالكة، مع العلم بأن هذه المناطق تكثر فيها لدغات الافاعي أعاذنا الله وأعاذ الجميع منها.
وأملي في الله أولا ,ثم في رئيس الجمهورية كبير ,فالامر يستحق لفتة كريمة عاجلة منكم سيدي الرئيس ,ولئن كان جزء كبير من شعبكم يتوفر اليوم على ضروريات الحياة المعاصرة من ماء وكهرباء ودواء ,فإن سكان هذه المنطقة من الوطن يضعون قضية فك العزلة في أعلى سلم حاجاتهم وأولى أولوياتهم، فالوصول لهم مكلف ومتعب.

من صفحة
Zahra Nerjes

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً