رأي حر/…وتر حساس..أن تسمع المعادي خير من ان تراه../ الولي سيدي هيبه
بحثت طويلا في سوق الفكر السياسي عن مرجع موريتاني واحد يستمد مادته من تاريخ الممارسة السياسية منذ عرفت بعد أن دخلت مع بدايات القرن العشرين على يد المستعمر مؤسس الجمهورية و ذابح شاة عقيقتها على الاسم الروماني الغربي “موريتاني “Mauritanie” قبل أن تنطق “موريتانيا” تحسينا و تعريبا؛ تاريخ دولة مركزية أسست على أرض سيبة عارمة صحيح أنها هدأت، لكنها لم تمت.
و بالظبع لم أجد لمثل هذا الكتاب من أثر في رفوف مكتبة واطنية عامرة، مع ذلك، بالادعاء الصاخب و الحديث المسهب عن الألمعية؛ كتاب يخبر عن دراية و يفصح بقصد الإثراء و التوثيق و الإطلاع عن مسار البلد بلا نقص أو زيادة و بأمانة علمية.
إنه أحد أوجه التناقضات الكبرى لهذه البلاد الذي يصك أذنيك فيه الحديث العارم شعرا و نثرا عن أساطين سياسة و عباقرة مسارات نضالية استثنائية طبعت حراك البلد السياسي، لكنك حبن تمعن النظر و تلامس الواقع بحثا عن هؤلاء فإن صدمتك لا توصف لهول الخواء، و عندئذ يحضرك أنه كان خير لك أن تسمع بالمعادي من أن تراه.