اطلاق وسم لتعزيز دعائم الوحدة المغاربية
30 نوفمبر 2019
اطلقت المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات وسما لترسيخ الوحدة المغاربية، تحت شعار “أنا مغاربي”، يشمل كافة الدول المغاربية.
وأشارت المؤسسة إلى أن الفكرة عبارة عن هاشتاغ/ وسم تحت شعار #أنا_مغاربي، يعبر من خلالها كل شخص حالم بالوحدة المغاربية عن تأييده للمشروع المغاربي، من اجل جعله شعارا، يتم من خلاله ايصال الرغبة القوية للشعوب المغاربية في الوحدة.
وتأتي هذه الحملة في الوقت الذي أعلن فيه الأمين العام للاتحاد المغاربي الطيب البكوش على أنه من المرتقب أن تحتضن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في شهر فبراير المقبل، قمة رؤساء البلدان المغاربية، وهي القمة الأولى منذ حوالي ربع قرن، حيث انعقدت آخر قمة في عام 1994.
والحملة ليست الأولى من نوعها، حيث سبقتها حملات أخرى تدعو إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر باعتبارهما حجر الأساس لإعادة إحياء الاتحاد المغاربي.
وكان الخطاب الأخير للعاهل المغربي محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، قد أكد على التزام المغرب “بإقامة علاقات سليمة وقوية مع الدول المغاربية الشقيقة”، كما شدد خطاب الرئيس التونسي الجديد قيس السعيد على وحدة مصير الشعوب المغاربية.
حراك شعبي
وقد استقبل الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش بالرباط، أعضاء المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات.
ويسعى الاتحاد المغاربي إلى عقد شراكة تعاون مع أول هيئة مغاربية تأسست في المغرب، من أجل تحقيق التكامل والاندماج بين دول المنطقة المغاربية.
واعتبر الأمين العام، أن الاتحاد المغربي العربي سيعقد أشكال متعددة، للتعاون بين سائر مكونات المجتمع المدني المغاربي باعتبار هذا التعاون يندرج ضمن اهتمامات الأمانة العامة وانفتاحها على مختلف هيئات المجتمع المدني.
المؤسسة المغاربية
وفي تصريح لشبكة “نفس” الإخبارية، قال رئيس المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات، عثمان بنطالب، “بادرنا بإطلاق وسم #انا مغاربي لجعل كل المغاربيات والمغاربيين في صلب الحلم المغاربي بعد أن فشلت السياسة في توحيد الرؤى”.
وأضاف بنطالب، أنه بعد أكثر من 30 سنة من تأسيس اتحاد المغرب العربي دون أي تفعيل أو إنجازات تذكر، جاء دور المجتمع المدني الذي يمثل إرادة الشعب المغاربي الكبير، مؤكدا أن تأسيس المؤسسة المغاربية للتواصل وحوار الثقافات جاء لـ”تحيرك المياه الراكدة من خلال عقد ندوات فكرية وأيام دراسية للتحسيس و ترسيخ الهوية المغاربية”.
وأوضح المتحدث ذاته، أن إطلاق المبادرة يأتي على ضوء ما تشهده الساحة المغاربية من خطابات لقادة دول اتحاد المغرب الكبير تؤكد و تشيد بضرورة و حتمية الاتحاد المغاربي، حسب قوله.
من جانبه أكد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي بالعاصمة المغربية الرباط، أن “شعوب المنطقة العربية بصفة عامة، والمغاربية بصفة خاصة، فقدت ثقتها في الأحزاب والمؤسسات الرسمية، ولعل الانتخابات الرئاسية التونسية الأخيرة خير مثال على ذلك، حيث تم انتخاب قيس السعيد الذي لا يحمل أي انتماء سياسي”.
وقال الحسيني: إن مشروع الاتحاد المغاربي “قديم قبل حصول البلدان المغاربية على استقلالها، حيث كانت الدول المغاربية تعتقد أن حصولها على الاستقلال سينتهي بوحدتها، وهذا الأمر ظهر واضحا في مؤتمر طنجة سنة 1958”.
وأضاف: “خرجت مؤسسة الاتحاد إلى الوجود عام 1989 بجميع أجهزتها، لكنها ظلت ميتة، وهو ما شكل للشعوب المغاربية انتكاسة حقيقية”.
ويرى الحسيني أن المواطن المغاربي “يشعر اليوم بالغبن، لأن مناطق أخرى استطاعت في مدة وجيزة من الزمن أن تتجاوز منطقة التبادل الحر إلى سوق مشتركة وصولا إلى اتحاد اقتصادي، والمنطقة المغاربية لا تزال منعزلة”.
وبحسب الحسيني، فهذه الحملات والمبادرات “تكشف مدى وعي الشعوب المغاربية بأن جميع عناصر التكامل الاقتصادي بين هذه البلدان متوفرة”.
الوسم الذي انتشر على نطاق واسع تضمن صوراً ومواد داعمة لحلم الوحدة المغاربية، ومطالبات لحكام المغرب العربي بتفعيل الوحدة المغاربية على غرار الاتحاد الأوروبي، فهل يستجيب القادة لحلم الشعوب؟