افتتاحية …/ تأملات في ذكرى عيد الاستقلال الوطني …!! / الشريف بونا

 

غدا يخلد الشعب الموريتاني الذكرى ال 65 لعيد الاستقلال الوطني الذي يصادف 28 نوفمبر من كل سنة .
يحتفل الشعب الموريتاني بهذه الذكرى التي قدمت في الوصول الى لحظاتها الخالدة المقاومة الوطنية تضحيات جسام ، حيث سقت بدماء ابطالها الزكية اديم هذه الارض وخاضت معارك حامية الوطيس مع جيش المحتل الفرنسي في شرق البلاد وشمالها وجنوبها وغربها ما تزال حكايات آثارها الخالدة شاهدا حيا على استبسال ابطال المقاومة في مواجهة المستعمر .
ومما تجدر الاشارة اليه ان المقاومة الثقافية للمستعمر لم تكن اقل سخونة من المقاومة بالذخيرة الحية فكان القلم و الدواة حاضران في المقاومة وذلك من خلال رفض الاسرة الموريتانية تسجيل ابنائها في مدارسه بل كانت الاسرة تذهب بابنائها الى القمم الشاهقة وتمضي الايام والليالي في الكهوف حتى يذهب الخطر وتعود الى محيطها الاجتماعي .
منذ 65 سنة استقلت موريتانيا عن المستعمر في عاصمتها الفتية نواكشوط على محيط الاطلسي ومع ذلك ماتزال البلاد بحاجة الى الكثير من البنى التحتية رغم ما تمتلكه من ثراوات فوق الارض وفي باطنها وفي شواطئها التي هي من اغنى شواطئ العالم بانواع الاسماك الجيدة .
ويتساءل الكثيرون ونحن نخلد هذه الذكرى ما سبب تبخر موارد البلاد في الهواء دون ان يستفيد الشعب منها اقتصاديا واجتماعيا بل مازال والى حد الان معظمه يعيش تحت خط الفقر والشباب الذي هو الطاقة الحية من لم يهاجر منه خارج البلد يعيش  في بطالة لا مفر من البقاء فيها ولو الى حين  ..؟؟

وغني عن القول بأن ولوج المواطن  الى الخدمات الضرورية من الماء والكهرباء والصحة  بات في ظل النظام الحالي  كما  كان في عهد الانظمة السابقة  ثامن المعجزات السبع…
يجمع المتابعون للوضع في موريتانيا ان سوء التسيير والفساد المستشري في الادارة وعدم امتهان الحرف الفنية اليدوية والعزوف عن العمل في الحقول الزراعية وغير هذا وذاك كان له الاثر السلبي في تنمية البلد على مدى اكثر من ستة عقود خلت..
ولم يأتي نظام من الانظمة المتعاقبة على السلطة الا تعهد بالقضاء على كل مسببات تاخر الدولة او على الاصح العمل علي تغيير اوضاع البلد من الاسوء الى الاحسن لكن التصريحات النظرية شيئ والواقع على الارض شيئ آخر ..
فبعد الزيارة التي قام بها  مؤخرا رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بأيام قبل تخليد هذه الذكرى سمعنا في لقاءاته مع الاطر والمواطنين الكثير من التعهدات بمحاربة الفساد وحظر حضور الموظفين للاجتماعات ذات الطابع القبلي او الشرائحي كما تعهد بانجاز العديد من المشاريع الاستعجالية
لصالح المواطنين في طول البلاد وعرضها لكن يبقى السؤال المطروح هل حكومة غزواني قادرة على تنفيذ ذلك ..؟ وهل بطانته التي معظمها كان مع الانظمة السابقة ستسمح له بتطبيق تلك التعهدات ام ستعود حليمة الى عادتها القديمة…؟؟؟

مقالات ذات صلة