اوضاع مضطربة في مدغشكر وخروج الامور عن السيطرة

بعد أن أطاح جيل (Z) بالنظام في دولة النيبال و خرجت الأمور عن السيطرة و هرب الرئيس و أعضاء الحكومة لجهة مجهولة و سقط مئات القتلى هاهو جيل (Z) يسقط الحكومة اليوم في دولة مدغشقر الإفريقية بعد سقوط عديد القتلى و يقيل الرئيس المدغشقري الحكومة و يعتذر للشعب في خطاب صباح اليوم و الشعارات هي ذاتها ( التعليم ، الصحة القضاء على الفساد) و جيل (Z) هو الجيل الذي ولد ما بين (2000 – و حتى 2025) و في الجارة المغرب منذ أيام و جيل (Z) يقود احتجاجات قوية جدا و بدأ بعضهم يرفع سقف المطالب إلى سقوط الملكية بعد صلاة الجمعة يوم الجمعة القادم و أن الانطلاق سيكون مساجد المغرب في كل المدن و الحضور مطلوب لمن كان يصلي و من كان لا يصلي أصلا….و لا نعرف ماذا سيكون مصير الجارة المغرب ؟؟
يبدو أننا أمام شتاء عالمي و ليس (ربيع عربي) بدأ في النيبال في آسيا ثم ثنَّى بمدغشقر في إفريقيا و ثلّث بالمغرب….و من يتابع التغيرات السيسيولوجية للشعوب يدرك أن حمى عدوى الثورة لازمَ تقلبات جميع الشعوب. اندلعت الثورة الفرنسية 1789 و كانت ضد سطوة رجال الدين في الكنيسة الكاتوليكية و طبقة النبلاء و الأمراء و رفعت شعار : اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قس ( pendons le dernier roi aux entrailles du dernier prêtre ) فلم يتوقف الأمر عند فرنسا بل اجتاحت الثورة كل أوروبا ضد المَلَكِيَّات و ضد الكنائس : ( اسبانيا انكلترا و إيطاليا ألمانيا….) و بدأت الملكيات تتساقط كقطع الدومينو و دُشن عهد جديد في أوروبا و هو النظام الديمقراطي في اختيار الحاكم و النظام العلماني في إبعاد الدين عن حياة المواطن في كل أوروبا و حتى يوم الناس هذا . وحين بدأ مواطن تونسي (البوعزيزي) فقد الأمل في إنصافه بحرق نفسه اجتاحت الثورة كل بلدان العرب…
و حمى عدوى الثورة أمر حتمي وقودها غوغاء همج ولا شيء يستطيع الوقوف أمام هذا الثور الهائج و أنا و إن كنت من أكبر المعارضين للتغيير بواسطة الثورات لأن الهدف ليس مضمون بوصول الرجل المناسب للسلطة و الفاتورة تكون غالية جدا دماً و دموعاً لكن أيضا أدرك خطورتها و أعرف أنها حين تندلع كالجحش الكاسح سوف تخرج الأمور عن السيطرة و لا أمن و لا جيش يستطيع أن يقف في وجهها و لا حتى لو سالت بحور من الدماء بل تكون كمثل من يصب الزيت على النار مزيد من القمع يعني المزيد من لهيب الثورة . فعلى قادتنا في موريتانيا أن يستفيقوا من سباتهم و يدركوا خطورة التوقيت و أن يعلنوا عن حزمة من الإصلاحات تمس قطاعي الصحة و التعليم و زيادة رواتب هذه القطاعات و تحسين ظروف التلاميذ و طلاب الجامعات و زيادة رواتب جميع الموظفين و حل الحكومة و تعيين حكومة جديدة في مستوى الحدث لم يسبق لأحدهم أن شغل منصب وزاري في حكومات سابقة فالشعوب تصاب بالملل من الأوجه و الشخصيات الكرتونية الجاثمة على صدره عشر سنين و عشرين سنة بلا إنجازات…بل قطيعة ابستمولوجية مع الماضي السحيق و لو خداع الجماهير و إعطاء(وهم بالتغيير)
قل لي و لو كذبا كلاما ناعما
كما قال نزار قباني نحن اليوم في موريتانيا في أشد الحاجة لقطع الطريق على هذا الثور الهائج (جيل Z) بحق أو بباطل . أوصى الملك الحسن الثاني ابنه محمد السادس أن يقيل جميع الوزراء إذا استلم السلطة بعده و ألا يَسلم من ذلك أحد و حتى وزير الداخلية ادريس البصري (الداروكة المتينة) و أن يقدم للمغاربة و لو وهما بالتغيير… فهكذا يكون العقل أما سياسية النعامة و التصامم أو الاستهانة بما يحدث في العالم و في دول الجوار هذه السياسية إذا بدأ قادتنا ينتهجونها فإنا لله وإنا إليه راجعون.

يعقوب ابَّاه أوفى