وأقيم الاستعراض العسكري بمناسبة “مرور 80 عاما على انتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية”، وتصدرت الأسلحة المعروضة الصواريخ النووية الاستراتيجية العابرة للقارات والعاملة بالوقود السائل، من طراز “دونغفنغ – 5 سي”، والتي تتمتع بقدرة توجيه ضربات ذات مدى عالمي.

كما تضمن الاستعراض تقديم أسلحة متطورة جدا تراوحت بين أسلحة بالليزر، والصواريخ الباليستية النووية، والطائرات عملاقة بدون طيار، وتعمل تحت الماء.

وأخذت الربوتات العسكرية رباعية الأرجل موقعها ضمن العرض العسكري، ووصفت من قبل الخبراء العسكريين بأنها “سلاح جديد نسبيا، وملفت للنظر، في ترسانة الصين”، حيث تتمتع هذه الآلات بالقدرة على الاستطلاع في الخطوط الأمامية، وتوصيل الإمدادات، وحتى شنّ ضربات دقيقة على الأهداف.

وخلال الاستعراض العسكري في الميدان حلق سرب من الطائرات فوق ميدان تيان آنمن، وهو يحمل الأعلام الصينية، وعلم الحزب الشيوعي، وعلم الجيش الصيني، ليتبعه سرب جوي آخر مكون من 26 مروحية مشكلة الرقم: 80، أي الذكرى 80 للانتصار، تلا ذلك تحليق ثلاث مروحيات حاملة لافتات كتبت عليها عبارات: “العدالة ستسود”، و”السلام سيسود”، و”الشعب سيسود”.

تشكيلات متعددة 
وشاركت في الاستعراض تشكيلات من مختلف قوات الجيش الصيني، برية وبحرية وجوية، إضافة لقوات الصواريخ، وكذا قوات الفضاء الجوي والفضاء السيبراني والدعم المعلوماتي.

واستعرضت القوات البرية مجموعات من المدرعات، والمشاة، والمدفعية، والدفاع الجوي، والاستطلاع والأمن، والصيانة وتشغيل المركبات، فيما استعرضت القوات البحرية أحد تشكيلاتها عبر ميدان “تيانآنمن”.

وشاركت عن القوات الجوية وحدة تحاكي الوحدة التي شاركت في المعارك الكبرى التي قادها الحزب الشيوعي الصيني خلال ما تسميه الصين “حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني”، كما شاركت قوات الصواريخ في الاستعراض، وهي القوة التي توصف من قبل الصينين بأنها “القوة الجوهرية للردع الاستراتيجي للصين”.

وعرف الاستعراض الذي حضره عدد من الرؤساء مشاركة قوات الفضاء الجوي وقوات الفضاء السيبراني وقوات الدعم المعلوماتي في الجيش الصيني لأول مرة، فيما تمثلت مشاركة قوات الشرطة المسلحة الشعبية في استعراض أربعة فروع منها ظهرت مجتمعة بأعلامها الخاصة خلال العرض.

أسلحة متنوعة
وعرف الاستعراض العسكري تقديم الصين أسلحة متنوعة، بعضها يعرض لأول مرة، ومن بينها مركبات مدرعة من الجيل الجديد، بما فيها دبابات من طراز 100، والمركبات القتالية من طراز 100، والمدافع بعيدة المدى، من طراز 191، والتي تجمع بين قدرات توجيه ضربات خلال المعارك، وتقديم الدعم التكتيكي، ما يوسع نطاق قدرات القتال البري.

كما ظهرت خلال الاستعراض أربعة أنواع من معدات الدفاع الجوي القائمة على حاملات الطائرات، والتي تشكل نظاما متعدد الطبقات للدفاع الجوي يغطي جميع نطاقات المدى، إضافة للصواريخ الفرط صوتية الصينية المضادة للسفن، كيينغجي – 19، ويينغجي – 17، ويينغجي – 20، ويينغجي – 15.

كما استعرضت الصين نماذج من أنظمتها للدفاع الجوي كـ”هونغتشي – 20″، و”هونغتشي – 19″، و”هونغتشي – 29″، وهي أنظمة تصفها الصين بأنها تتميز بقدرتها على الاعتراض الصاروخي متعدد المراحل والطبقات، وتوفر دفاعا جويا على مسافات بعيدة ومتوسطة وقريبة.

وضمن الأسلحة المستعرضة جاءت نماذج من أنظمة دفاع مضادة للطائرات المسيرة، وتتكون من تشكيل يحتوي على نظام صاروخي – مدفعي متكامل مضاد للطائرات المسيرة، وأسلحة ليزرية عالية الطاقة، وأسلحة موجات دقيقة عالية القدرة.

وكشفت الصين خلال الاستعراض عن معداتها لحرب الفضاء السيبراني، من خلال أربعة أنواع من المعدات الخاصة بتعزيز الدفاع السيبراني، وتمكين العمليات في جميع المجالات، إضافة لمعدات خاصة بالدفاع الجوي والفضائي، واتخاذ تدابير مضادة، وفصل شبكات العدو، وكسر السلاسل الرقمية.

وضم تشكيل الدعم المعلوماتي الذي قدم خلال العرض العسكري مركبات الحوسبة السحابية، والذكاء الرقمي والشبكات الجوية الأرضية والمعلومات المتكاملة، وتقول الصين إنه يمكن لهذا التشكيل إنشاء أنواع جديدة من الأنظمة السيبرانية بسرعة لدعم العمليات المشتركة.

كما عرضت الصين معدات حربية بحرية غير مأهولة بما فيها مركبة تحت الماء غير مأهولة، وقارب غير مأهول، ونظام زرع ألغام غير مأهول، ووصفتها بأنها جديدة من نوعها، وتعرض لأول مرة، كما عرضت طائرات مسيرة متقدمة هجومية، ومرافقة، ومروحية، ومحمولة على السفن، وأكدت أنها تمكن من شن هجمات خفية، وتغطية مساحات واسعة إضافة لإتاحة التنسيق التلقائي.

الصين كشفت خلال العرض العسكري عن صواريخ كروز من طرز “تشانغجيان – 20 أيه” و”يينغجي – 18 سي” وتشانغجيان – 1000، لعرض قدراتها على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى، وتحقيق عمليات ردع متعددة المجالات، وقالت إنها المرة الأولى التي تشكل فيها صواريخ كروز للقوات البحرية والقوات الجوية وقوات الصواريخ الصينية تشكيلا مشتركا في عرض عسكري.

كما استعرضت صواريخ فرط صوتية ذات قدرات قتالية في أوضاع مختلفة، وهي من طرز “يينغجي – 21″، و”دونغفنغ – 17″، و”دونغفنغ – 26 دي”، فيما كشفت لأول مرة عن قواتها الاستراتيجية البرية والبحرية والجوية، باعتبارها “الثالوث” النووي، والذي يتألف من الصاروخ “جينغلي – 1” بعيد المدى الذي يطلق من الجو، والصاروخ العابر للقارات من طراز جيويلانغ – 3 الذي يطلق من الغواصات، والصاروخ العابر للقارات من طراز “دونغفنغ – 61″، والصاروخ الجديد العابر للقارات من طراز “دونغفنغ – 31″، وكلاهما يطلق من منصات أرضية.

وأكدت الصين أن هذه الأسلحة تعد القوة الاستراتيجية الأبرز لها لحماية سيادة البلاد وكرامة الأمة.

كما استعرضت الصين صواريخها النووية الاستراتيجية العابرة للقارات، والعاملة بالوقود السائل، من طراز “دونغفنغ – 5 سي”، والتي تتمتع بقدرة توجيه ضربات ذات مدى عالمي، إضافة لطائرات الإنذار المبكر والتحكم، وهي من طراز “كونغجينغ – 500 أيه”، ورافقتها مقاتلات “جيه – 16″، وطائرات “كونغجينغ – 600″، برفقة مقاتلات “جيه – 15 تي” القائمة على حاملات الطائرات.

وشمل العرض العسكري تقديم قاذفات استراتيجية صينية من طراز “إتش – 6 إن”، وقاذفات من طرازي “إتش – 6 كي” و”إتش – 6 جيه”، وتعد هذه القاذفات ضمن قوة توجيه الضربات الجوية بعيدة المدى.

وحلقت فوق ساحة العرض طائرات مقاتلة من طرز “جيه – 16 دي” وجيه – 20 و”جيه – 35 أيه” و”جيه – 20 إس” و”جيه – 20 أيه”، كما حلقت طائرات مخصصة لحاملات الطائرات ضمن تشكيلين يضمان مقاتلات من طرز ” جيه – 15 دي إتش” و”جيه – 15 دي تي” و”جيه – 35″، و”جيه – 15 تي”، تبعها سرب من سبع طائرات استعراضية من طراز جيه – 10 إيذانا باختتام العرض العسكري.

وقدمت هذه الطائرات عرضا جويا تضمن 14 مسارا من الدخان الملون، ترمز إلى الفترة التي استمرت فيها الحرب وهي 14 عاما، من 1931، وحتى 1945، فيما اختتم العرض والاحتفالية بإطلاق 80 ألف حمامة، و80 ألف بالون إلى السماء.