
لعصابه.. مؤهلات سياحية واعدة بين الجبال والواحات والبحيرات
كيفه
تعد ولاية لعصابه إحدى أبرز الوجهات السياحية في موريتانيا خاصة في فصل الخريف، إذ تختزن كافة أنحاء هذه الولاية التي تتوسط خارطة الوطن إمكانات متنوعة تجمع بين جمال الطبيعة الخضراء، والهضاب، والأودية، والجبال، والرمال الممتدة، والبحيرات، والواحات الخلابة التي تنتشر في عموم الولاية، مما يشكل لوحة فنية بديعة تمنحها مكانة سياحية متميزة.
وتحتضن الولاية تضاريس طبيعية آسرة، من أبرزها سلسلة جبال أفله التي تستقطب عشاق الرحلات الجبلية، إلى جانب بحيرات كنكوصه في مقاطعة كنكوصه، ولبحير في مقاطعة باركيول، وبوكاري في مقاطعة كيفه.
كما تنتشر الواحات في مناطق متعددة مثل كرو، التيغديون، السلطانية، آجار، المنصور، أم لبعر، الزغلانية، لمتريوغه، عيون أنعاج، العجلات، مسيلة البكاي، سيدي سالم، وبوحفرة، وغيرها من المواقع التي تمثل فضاءات طبيعية للراحة والاستجمام.
وتتميز ولاية لعصابه أيضًا بوجود أودية موسمية وهضاب وواحات نخيل كثيفة في نواملين، وكامور، ولكران، التي تمنح المنطقة مشاهد طبيعية أخاذة خاصة في موسم الأمطار.
وبفضل هذه المقومات، تبرز السياحة في لعصابه كرافد أساسي لدعم الاقتصاد المحلي من خلال تشجيع الاستثمار وخلق فرص عمل للشباب وتعزيز الأنشطة المرتبطة بالخدمات السياحية، مما يجعلها ركيزة محورية في خطة الدولة لتطوير القطاع وتحقيق التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، أوضح المندوب الجهوي للمكتب الوطني للسياحة بولاية لعصابه، السيد أبي معاذ ولد الشيخ عبد الله، في مقابلة مع مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء، أن الإقبال على السياحة الداخلية هذا العام كان جيدًا، بفضل توجيهات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من خلال برنامج “وطني وجهتي”، الذي يهدف إلى دعم السياحة الداخلية والمحافظة على التراث والثقافة الوطنية.
وأضاف أن المكتب الوطني للسياحة أطلق موقعًا وتطبيقًا باسم “البواه” يضم مختلف المواقع السياحية في البلاد.
وأشار إلى أن جهود المكتب منذ اعتماده في الولاية تركزت على إبراز المعالم السياحية في مقاطعاتها الخمس وتوثيق خصوصياتها، تنفيذًا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية.
وبيّن أن مهرجان التمور الذي أطلقته معالي وزيرة التجارة والسياحة مؤخرًا في مدينة كيفه كان محطة مهمة في دعم السياحة الداخلية، حيث استقبلت الفنادق المحلية الزوار من داخل الوطن وخارجه، وشكّل فرصة للمكتب الوطني للسياحة لتقديم عروض تعريفية حول المواقع السياحية والتطبيق الإلكتروني الجديد.
وأكد أن المكتب أوفد فرقًا ميدانية لجرد أهم المعالم السياحية والأثرية والثقافية على مستوى الولاية، وقد أسفرت هذه الجهود عن تحديد عدة مواقع قيد التحديث، من أبرزها بحيرات كنكوصه ولبحير وتامورت بوكاري، إضافة إلى الواحات المنتشرة في مناطق عدة من الولاية.
وفي حديثه عن التحديات، أوضح أن ضعف اهتمام المستثمرين بالقطاع، ونقص البنى التحتية من فنادق ونُزُل واستراحات، وضعف التكوين في المجالات السياحية، فضلاً عن صعوبة الطرق المؤدية إلى المواقع، كلها عوامل تحدّ من الاستغلال الأمثل لهذه المقدرات.
ولفت إلى أن تزايد عودة أبناء الولاية لقضاء عطلهم هذا العام، استجابة لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، ساهم في إنعاش الحركة السياحية الداخلية وزيادة دخل الأسر المحلية.
وأضاف أن السياحة الداخلية أصبحت ركيزة أساسية لا تقتصر على الترفيه، بل تمثل محركًا اقتصاديًا واجتماعيًا مهمًا من خلال الاستثمار في الموارد السياحية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل، وتطوير الخدمات بالمناطق الأقل نشاطًا، إلى جانب نشر الوعي بأهمية التراث الوطني وتعزيز اللحمة الاجتماعية.
وشدد على أن النشاط السياحي يعود بالنفع على مختلف شرائح المجتمع، بدءًا من الأسر المستضيفة، مرورًا بوكالات النقل ومحطات الوقود وأصحاب النزل والمطاعم، وصولاً إلى الحرفيين.
وفي ختام تصريحه، دعا السيد أبي معاذ المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين إلى اغتنام الفرص التي يتيحها القطاع، مثمنًا دعم فخامة رئيس الجمهورية لقطاع السياحة واهتمامه الكبير بتنميته، ومؤكدًا أن المكتب الوطني للسياحة يضع كافة خدماته تحت تصرف المواطنين لتسهيل التعرف على المواقع السياحية.
وتبقى ولاية لعصابه، بما تزخر به من تنوع طبيعي وثراء ثقافي، وجهة سياحية واعدة تحتاج فقط إلى مزيد من العناية لتكون في طليعة الوجهات السياحية في موريتانيا.
تقرير: أحمد سالم ولد هيبه
