الخليفة ولد الحداد في لقاء مع عمدة اوجفت السني عبداوه

بدعوة كريمة لي، وأخي الصحفي الخليفة ول حداد من الوالد الطيب، العمدة المحترم، الباحث والمؤرخ، الشاعر الأديب، الأريب اللبيب السني عبداوه -أطال الله عمره، وحفظه من كل سوء، ومكروه – فقد أهداني نُسَخاً من بعض مؤلفاته العلمية، والأدبية، في صالون منزله العامر بأوجفت، بعد مجموعة نقاشات قيمة، ومفيدة حول الأدب، والتاريخ، والثقافة، وحول الحياة في أطار، وأوجفت وآدرار بشكل عام.
تجمعني والباحث السني علاقات خاصة، وأواصر قربى، وتاريخ مشترك بعضه نشأ في منزلنا القديم، لدى مضارب الأخوال (أهل دداه ول عبد الله ول لمام ) في اتويفنده بأطار، إذ كان السني أحد أعلام أوجفت في اتويفنده، وگرن الگصبه، وأطار بصفة عامة، واشتهر ببحوثه العلمية، وكتابته للقصيدة العربية الفصحى، ومعرفته بفنون الأدب الحساني، وكان لتلك المرحلة الفضل في صدور مجموعة من كتبه منها تحقيقه “لكتاب المنة”، وكتابه “من تاريخ الإمامات السبعة”، وفي إعداده المتميز، وتقديمه اللاحق لبرنامجه “بيت الساهرين”.
كان لدوره المحوري في الأركولوجيا المحلية بآدرار، والحفريات التي قام بها في الذاكرة الجمعية، وفي التراث اللامادي دور محوري في إماطة اللثام عن تاريخ وشواهد المدنية والعمران والتقري في آدرار، حتى أصبح الباحث الأشهر في المنطقة، وفي تاريخ الوقائع والمؤسسات الاجتماعية في أوجفت وأطار، ويعود له الكثير من الفضل في كشف آثار المرابطين بأوجفت، ونفض الغبار عن أسماء الأضرحة في المقبرة اللمتونية.
جمعت الباحث العمدة السني علاقة خاصة بوالدي محمد لمين ول الهادي، منبعها القرابة من جهة، ومن جهة أخرى الاهتمام المشترك بالعلم، والمعرفة، كما كان صديق الخال دداهي ول عبد الله مدير الأمن السابق.
وقد كتب بحثا غاية في جمال الأسلوب، والحصافة، صدر في كتابه “أوجفت عاصمة التصوف في شمال موريتانيا”، ضمنه الأنتروبولوجيا المحلية حول نشأة التصوف، وتطوره في مدينة أوجفت، وعلاقاته بالسياق الأثنولوجي الوطني، ومراحل النشأة والتأسيس.
من بين الكتب التي أهداني كتاب باسم “عبد الله ول أنويگظ -رحمه الله-: شهادات ومراثي”، ونبهني إلى أن الكتاب يوجد به نص شعري من إبداعي الشخصي، في الرثاء.

مقالات ذات صلة