
عميد الدراسات العليا بجامعة لعيون يحاضر أمام نخبة من جامعة يال جاكسون الأمريكية
حل الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون، رئيس الجمعية الموريتانية لعلم الاجتماع ورئيس مركز تافا لترقية الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام على الأكاديمية الدبلوماسية الموريتانية زائرا ومؤطرا ل” دروس الساحل”، حيث قدم محاضرة بعنوان: الأبعاد الثقافية والاجتماعية لتحديات الحكامة والتنمية في منطقة الساحل، لفائدة نخبة من طلاب جامعة ييل جاكسون الأمريكية، وكوكبة من الدبلوماسيين الموريتانيين والأجانب.
وتوزعت المحاضرة حول عدة محاور مستهلة بتمهيد ومذيلة بجملة من التوصيات، تمثلت من بين أمور أخرى، في: الخصوصية المجتمعية لدول الساحل، التحديات ذات الصلة بهشاشة الحياة الأسرية، وترهل النظام التعليمي، وتواضع الحياة الاقتصادية، والتفاوت الطبقي الحاد، وتعثر دمج الشباب في الحياة الاقتصادية النشطة، وتحديات ترقية الحكامة المحلية واللامركزية.
واستهل المحاضر عرضه بالتأكيد على الأهمية الجيو- سياسية والاستراتيجية لمنطقة الساحل مما جعلها مكمن مطمع، ومحط اهتمام، وسياق تنافس إقليمي ودولي استثنائي.
وبين الباحث أن هذه المنطقة ترزح تحت وطأة آثار وتداعيات التجربة الاستعمارية المريرة، وتراكم الاختلالات البنيوية والوظيفية، وتعثر مسار التنمية والتحديث الاجتماعي، وقصور المد الديمقراطي، واتساع نطاق الفاقة والفقر والخصاص، وتأجيج الصراعات الاجتماعية وتغلغل وتمدد الجماعات الدينية الراديكالية المسلحة.
وذهب الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد إلى ضرورة الأخذ بجملة من الإجراءات والترتيبات والتدابير من قبيل العمل على رسم استراتيجيات تنموية محكمة وسديدة تعتمد مقاربات خلاقة تأخذ في الحسبان حماية البيئة، وتعزيز الحكامة المحلية، وترقية جودة الخدمات الأساسية، مع مراعاة متطلبات النوع وتطلعات الشباب. إضافة على تطوير آليات مؤسسية ومجتمعية جديرة باستئصال الفساد وكبح جماح الإثراء غير الشرعي، وإفشاء ثقافة الشفافية وتعميم العدالة الاجتماعية.
وبعد اكتمال العرض دخل المحاضر في نقاش تفاعلي ثري وبناء مع الجمهور المكون من مجموعة من طلاب جامعة ييل جاكسون الأمريكية، وبعض الدبلوماسيين الموريتانيين والأجانب.
