عبد الرحمن حرمه بابانا يكتب عن فضيلة العلامة محمد يحيى ولد فتى

فضيلة الشيخ محمد يحي ولدفتى كما عرفته :
من الصعب رثاء انسان تجسدت فيه كل الخصال الحميدة ، من نبل وكرم وحسن خلق، ومسالمة الخلق والإحسان إليهم، فماذا يمكن للمرا ان يقول عنه، بعد هذه الخصال ومع ذلك اقول بأني عرفت فضيلة الشيخ محمد يحي ولدفتى الأول مرة بعد وفاة الوالد رحمه الله وكنت يومها أقيم بدكار ، وعلمت من محيط الموريتانيين أن رابطة العالم الإسلامي قد عينت الشيخ محمد يحي ولدفتى ممثلا لها بغرب إفريقيا ومديرا لمكتبها بالسنغال ، وبعد اسبوع من ذلك التاريخ ، فى حديث عابر سمعت المرحوم محمد عبدالله ولد محمد احمد يتحدث عن هذا التعيين مع جماعة اذكر ان من بينها الشيخ محمد الحافظ النحوي وهو يومها مسؤول كبير فى الحكومة الموريتانية، ،لا أذكر هل كان فى رحلة عبور أو لحضور مؤتمر بدكار ، أن الشيخ محمد يحي سيأتي فى الأيام القادمة لافتتاح مكتب رابطة العالم الإسلامي بعد أن إستقبله الرئيس المختار ولد داداه، فعلا وصل إلى دكار و التقيت به فى منزل مولاي هاشم رحمه الله ومعه ، اكتوشني ولد اجدود ومحمد سعيد ولد اجدود، رحم الله الجميع، وهم يوم إذ تجار بدكار ، و كان المرحوم محمد عبدالله ولد محمد أحمد دبلوماسي بالسفارة الموريتانية بدكار ، ودار الحديث بينه بين الشيخ محمد يحي حول المكتب الذى يعتزم افتتاحه، بحضوري، وساله وهل لديه من الاطر ما يسير به المكتب ونشاطه فى السنغال وبقية دول المنطقة ، فاجابه بأنه فى تواصل مع الأمانة العامة للرابطة ،وانها إقترحت عليه أن يوظف طاقم الدعاة والمرشدين من أبناء المنطقة ، فاقترح عليه أن يوظفني معه كمساعد له ومديرا لمكتبه، لمعرفتى بعمل الرابطة التي سبق لى أن كنت بمكتبها بالغابون، وكدبلوماسي سابق ، بالإضافة إلى معرفتى بالسنغال ، فاستحسن الفكرة ، وقال لى بأن اتواصل معه، وفعلا تواصلت معه، وبدأنا نبحث عن مكان يكون مقرا لمكاتب الرابطة ، وهنا تدخل مصطفى سيس نائب رئيس التجمع الاسلامى ومستشار الرئيس السنغالي للشؤون الإسلامية وأبدى استعداده لمنح الرابطة مكاتب فى مبنى يضم المدرسة العربية، وهو فى الواقع لم يكن يصلح لان يكون مكاتب ، وهي أول العقبات التي اعترضت مهمته،، وكان يضم مكتب تحاد الجمعيات الذى يرأسه الشيخ عبدالعزيز سي الإبن، و من قيادته ،بعض رجال الدولة، الحقيقة أنهم لم يكونوا يرغبون فى أن يكون مدير المكتب موريتانيا ، لكن الرابطة أيضا كانت تعرف الحساسيات بين الطرق الصوفية هناك ولا تريد أن تتورط فى خلافاتهم الداخلية ، فكان حسن الإختيار أن إختارت الشيخ محمد يحي للقيام بهذه المهمة .
قام الشيخ محمد يحي رحمه الله بما عرف عنه من لباقة وحنكة ، بزيارة لجميع المشايخ ، والاعراب لهم انه جاء للتعاون معهم لخدمة الإسلام والمسلمين وان مكتب الرابطة هو مكتبهم ورهن اشارتهم، وكانت الخطوة الثانية هي إكتتاب مجموعة من حملة الشهادات العربية كدعاة ومرشدين، وتواصل مع الأمانة العامة التي ارسلت للمكتب آلاف النسخ من الكتب المترجمة الى اللغة الفرنسية ، وترجمة معاني القرآن الكريم قام المكتب بالاشراف على توزيع هذه الكتب ، ولا ابالغ اذا قلت أنها انتشرت فى جميع المدن السنغالية، ولاشك أن هذه الحملة ازعجت البعض مما لا يريدون للمسلمين أن ينتشر بينهم الوعي ويعرفوا دينهم ويمارسوا عباداتهم بطريقة صحيحة .
واستطاع الشيخ محمد يحي أن يتجاوز المطبات والعراقيل كلها ، وأصبح مكتب الرابطة قبلة للسنغاليين والمسلمين، واذكر ان مرشد الشيعة الشيخ عبد المنعم الزين زاره اكثر صحبة جماعة من اللبنانيين اكثر من مرة واشادت بجهوده للتقريب بين المسلمين، و كذا جماعة عباد الرحمن السلفية ،كما جمع المشايخ فى اكثر من مناسبة ونسج معهم علاقات مودة واحترام، واعترفت الدولة السنغالية بمكتب الرابطة كهيئة دولية لها الصفة والحصانة التي تتمتع بها الهيئات الدولية ،
رحم الله فضيلة الشيخ محمد يحي ولدفتى برحمته الواسعة وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين .

مقالات ذات صلة