مدون يكتب عن تقني التخدير حبيب ولد الناهي

إن لم يكرمك الوطن.. دعني أنا أكرمك على طريقتي، وانت الذي لا تحب الظهور والشهرة، أيها السدرة المنتهى في الخلق والدين.. أيها الساكت الصابر على ظلم الزمن.
ايها التقني السامي في التخدير والانعاش.. أيها الحياة التي تعاد إلى أجساد أنهكتها الآلام، وأملا يتجدد في عيون من أوشكت أن تطفأ أنوارها.
عرفناك في غرف العمليات شاهدا على صراع الحياة مع الموت، وعرفناك في غرف الإنعاش حاملا لرسالة إنسانية تتجاوز المهنة، وعرفناك روحا تتنفس الإيثار.
أيها الصابر الذي يقف في وجه الأزمات حازما.. وفي لحظات الحرج مسعفا، ما زالت بصماتك شاهدة على إخلاصك، وما زال كل من عرفك يذكرك بكل خير؛ كنت معلما للأجيال، وكنت لهم دليلا في دروب الحياة الصعبة، تعطي بلا حساب، وتزرع في كل قلب بذور القيم والاحترام.

إن كان الوطن قد غفل عن تكريمك.. فإن القلوب التي زرعتَ فيها أثرا لا يمحى لن تغفل عن ذكرك.
إن لم يكتب اسمك في قوائم المكرمين، فهو مكتوب بحروف من ذهب في سجلات الإنسانية.. يا رمزا للصدق والإخلاص، وأيقونة للبذل والعطاء.
أيها الغني بروحك.. الكبير بأفعالك؛ اسمح لي أن أقول لك: أنت التكريم نفسه.. أنت الوسام الذي نفتخر به، يا شجرة تؤتي أكلها كل حين.
ما يبقى النفوس مطمئنة أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وما عنده خير وأبقى..

مقالات ذات صلة