ومضة …/ جميل جدا رد الجميل …/ الشريف بونا


تابعت على صفحة الواتساب قصة يحكي صاحبها ما حدث بين معلمة وتلميذ كانت تعلمه في مدرسة سرق مبلغا كان في حقيبة زميله يحمله معه لفطوره ..
لقد اشتكى الطالب للمعلمة ان احد زملائه سرق مبلغا كان في حقيبته لشراء الفطور فدعت الطلاب امامه وسألتهم ايهم اخذ المبلغ من حقيبة هذا الطالب فلم يعترف احد منهم بأخذ المبلغ فاخذت حقائبهم ودخلت في غرفة وحدها وفتشتها فوجدت المبلغ في حقيبة طالب لكنها اخذت البلغ من جيبها وقالت للطالب لم اجد شيئا في، الحقائب لكن خذ هذا المبلغ واشتري به فطورك .
وبعد وقت دعت الطالب الذي وجدت المبلغ في حقيبته وقالت له انت تعرف ان السرقة حرام فلماذا سرقت المبلغ على زميلك ..
فقال لها ‘ الضرورة تبيح الممتنع” ان والدتي في ذمة الله وابي معاق بسبب حادث وكان يعيل علينا خال فمات في حادث ولنا جيران كانوا يرسلون لنا طعاما انا واخوتي الصغار ومنذ يومين لم يرسلوا لنا طعاما فأضناني الجوع فلجأت الى السرقة مع كونها حرام فلم تكن من شيمي و لا من شيم مجتمعي …
فتكفلت المعلمة بتوفير مستلزمات الحياة له ولأسرته وكان الطالب مجتهدا في تحصيل العلم ليتخرج دكتورا في الطب وانشأ عيادة خاصة له…
وذات يوم ذهبت المعلمة العجوز ومعها ابنها الى العيادة وبعد اجراء الفحوص وكتابة الوصفة لشراء الدواء الذي يلزم لعلاج المرض سلموها فاتورة بالمبلغ الذي يجب تسديده وكان مبلغا كبيرا ، و كان بحوزتها جزء منه فقالت انها ستدفعه لهم مع تسليم ضمانة بدفع القسط المتبقي ، فرد عليها الطبيب هذا ليس من اختصاصنا فالمسؤول عن العيادة هو الذي يمكن أن يقرر ذلك .. فطلبت منهم مقابلته وعندما قابلته حكت عليه قصتها فنظر في وجهها مليا ، وتذكر انها المعلمة التي صنعت له الجميل وسترته وعطفت عليه وعلى اسرته فقال للأطباء انه يتكفل بالمبلغ وان علاجها في العيادة يسجل على نفقاته …
لكنها ارادت منه ان يعرفها على نفسه بعد تعاطفه معها ومساعدته لها فرفض وبعد اصرارها على رفض مغادرة العيادة دون ان يعرفها على نفسه انفرد بها عن الجماعة وذكرها بانه الطالب الذي سرق البلغ من حقيبة زميله في المدرسة وروى لها القصة ..
من هذا يتضح اهمية دور المعلم في المجتمع ومكانته التي يجب ان تصان بالاحترام حتى يساهم في تنشئة الاجيال وتربيتهم تربية تغرس في نفوسهم القيم الحميدة ورد الجميل لمن احسن اليهم …

مقالات ذات صلة