بعد الكريم عبد الكريم / لفهم ما يحدث دون أدنى تحفّظ وبكل اختصار

كنت مترددا ولكن بعد كل الذي حدث ويحدث فلا بد مما ليس منه بد

حــزب الله إلى يوم الناس هذا قادر على تسوية تل أبيب بالأرض رغم الضربات الموجعة التي تلقاها هذا الشهر وعلى رأسها اغتيــال السيد حـــسن نصر الله فاستعادة القيادة والسيطرة ليست بالأمر العسير.
تحرّكات قيادات الحزب كانت معروفة والاختراق لم يحصل بعد السابع من أكتوبر 2023 بل حصل على امتداد عمر المقاومة اللبنانية.
الصهيــوني لم يكن يجرأ فقط على تنفيذ العمليات التي نفّذها في قلب الضاحية خوفا من ردة فعل الحزب.
المفاوضات التي تجري في الكواليس دفعت الإيراني الذي يتحّكم في قرارات الحزب بسبب المرجعية الدينية إلى التراجع الكامل عن كل ما كان يهدد به.
تعاظم قوة الحزب والكاريزما التي يتمتّع بها السيد حسن يرحمه الله أزعجت كل الدول العربية كما أزعجت المرجعية في إيران تماما كما كان الرئيس المغتال إبراهيم رئيسي مصدر إزعاج للمرشد الأعلى السيد على خامنيئ وكان مرشحا لخلافته ومصدر ضغط متواصل على قراراته : هو مع إنتاج سلاح نووي وهدد بالاستقالة بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق إن لم يقع رد إيراني… وجاء اغتياله ليُغلق ذلك القوس بقطع النظر عن المتورطين فيه .
الأسباب الحقيقية التي دفعت المرشد الأعلى لوضع خطوط حمراء للحرب التي يخوضها الحزب دعما لغزّة غير مفهومة سياسل وعسكريا واسترتيجيا ولكنّه منع السيّد من تنفيذ كل ما توعّد به.

الصهيوأمريكي ولعلمه بكل ما يدور في الكواليس والاتفاقيات التي تم تسويتها مع إيران لتجنّب استهدافها المباشر تيقّن أن أيدي الحزب صارت مكبّلة بسبب قرارات المرجعية في إيران وارتهان الحزب لدعمها المالي والسياسي وقبل ذلك الديني فاستغلّ الفرصة وقد كان ينتظرها منذ أربعين عاما واستهدف قيادات الحزب دون أن يرف له جفن ودون أن يخشى العواقب.

الذين يقولون أن إيران باعت الحزب مجانبون للصواب ، إيران لم تبعه ولكنّها كبّلت يديه وجعلته لقمة سائغة للعدو…والنتيجة واحدة.

التصريحات الإيرانية المتتالية بعد كل ما حدث مجرّد تصريحات لا يُبنى عليها شيء

وقبل وقوع ما وقع حاول السيّد حسن رغم الظروف الأمنية وحالة الحرب الالتقاء بالمرشد الأعلى لإقناعه بضرورة خوض حرب مفتوحة مع العدو ولكن المرشد تعلل بالكثير من الأسباب لتأخير اللقاء فحاول الحزب إقناعه عبر قائد فيلق القدس الجنرال قائاني ولكن الأخير بعيد كل البعد عن الكاريزما التي كان يملكها الجنرال سليماني رحمه الله فلم يفعل ما طلب منه أصلا.
والى يوم الناس هذا لا يزال الإيراني على حاله وان استمر أياما أخرى فسيخسر كل ما جهد في بناءه طيلة أربعين عاما.
الصهيوني لم يكن ليجرأ على فعل ما فعله لولا التراجع الإيراني.
والحزب في ورطة حقيقية إن واصل الالتزام بقرارات المرشد وان عصاها في آن واحد.

كل كلام آخر غير هذا لفهم محدودية رد الحزب وجرأة العدو لا تصدقوه : لا صبر استراتيجي ولا إيراني يذبح بالحرير فكله حديث دراويش .
يبقى السؤال ما الذي هدد به الأمريكي الإيراني حتى يتراجع كل هذا التراجع المذل ويجني جناية عظيمة على الحزب وعلى المقاومة؟
وللذين يقولون أن الإيراني ينتظر إنتاج السلاح النووي أولا فليعلموا أنّ المسألة ليست تقنية بل سياسية والمرشد يرفض أن يخطو تلك الخطوة.

مقالات ذات صلة