كلمة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي خلال غداء العمل الذي نظمه “تحالف ميثاق باريس من أجل الشعوب وكوكب الأرض

 

– صاحب الفخامة والأخ العزيز والصديق ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا،
– أصحاب المعالي والسعادة الرؤساء،
– سيداتي وسادتي، رؤساء الوفود،
– الضيوف الكرام،
– السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أعبر عن خالص تحياتي وامتنان بلادي للمبادرة الجريئة لأخي العزيز وصديقي فخامة رئيس جمهورية كينيا.
إن التزامه بجمع الدول الأفريقية حول موضوع بهذه الأهمية الحيوية – مثل تغير المناخ – لهو برهان ساطع على حكمته وحسن قيادته.
فنحن اليوم على بعد أشهر فقط من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29) في أذربيجان، وهذا النهج في التنسيق والتشاور سيمكننا – بدون شك – من الاستجابة للحاجة الملحة لعمل جماعي أقوى على نطاق القارة.
ومن هذا المنطلق، أود أيضا أن أهنئه بحرارة على تنظيم أول قمة أفريقية للمناخ في سبتمبر 2023. وقد أفضت هذه القمة التاريخية إلى اعتماد إعلان نيروبي للقادة بشأن تغير المناخ.
وقد ساهم هذا الإعلان، سيداتي وسادتي، مساهمة حاسمة في بلورة موقف قاري واضح وقوي في المؤتمر الأممي الثامن والعشرين لتغير المناخ (كوب 28) في الإمارات العربية المتحدة.
وبفضل هذه الوحدة والرؤية المشتركة، تمكنت أفريقيا من إسماع صوتها على الساحة الدولية.

– السيدات والسادة،
إن دور لجنتنا المتميز، والذي نقبله بمسؤولية، هو رأس الحربة في الموقف الأفريقي المشترك، ونحن ملتزمون بالدفاع عن مصالحنا وملتزمون أيضا بالعمل على أن تتحدث قارتنا بصوت واحد في المفاوضات الدولية بشأن تغير المناخ.
إن عملنا الجماعي هو قوتنا، وهذه الوحدة ضرورية أكثر من أي وقت مضى في الأشهر المقبلة، حيث نستعد لعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 29)، وسيكون أحد الرهانات الأساسية المطروحة في هذه المفاوضات هو تحديد الهدف الجماعي الجديد، الذي سيحل محل هدف 100 مليار دولار بحلول عام 2020. ويتطلب هذا الهدف، وهو أمر حاسم لتمويل تدابير التخفيف والتكيف، تنسيقًا وثيقًا بين دولنا.
ومن الضروري أن تلعب أفريقيا، بوصفها القارة الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، دورها الكامل في المناقشات، وأن تحصل على ضمانات بالدعم المالي المستدام والقابل للتنبؤ به.

– السيدات والسادة،
أود أيضا أن أؤكد على أن موريتانيا ملتزمة التزاما راسخا بلعب دور ريادي على الساحة العالمية في مجال الاقتصاد الأخضر، وخاصة في مجال الهيدروجين.
ونحن على استعداد لوضع إمكاناتنا الهائلة في مجال الطاقة المتجددة في خدمة القارة والاقتصاد العالمي. ويوفر خطنا الساحلي الممتد على طول 750 كيلومتراً، مع رياح شبه مستمرة تزيد سرعتها عن 9 أمتار في الثانية، فرصة فريدة لبناء مزارع رياح ضخمة.
وبالمثل، تستفيد أراضينا من كمية استثنائية من أشعة الشمس التي تقدر بما يتراوح بين 2,000 و2,300 كيلووات/ساعة لكل متر مربع في السنة. وستجعل هذه الموارد من موريتانيا – وبالتالي أفريقيا – لاعباً رئيسياً في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وفي إنتاج الهيدروجين الأخضر. وأنا على قناعة بأن جهودنا، إلى جانب جهود أشقائنا في القارة، ستمكننا من تقديم مساهمة حاسمة في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة على نطاق عالمي.

– أصحاب السعادة،
– السيدات والسادة،
بينما نتحرك معاً نحو مستقبل غامض ولكنه واعد، فمن الضروري أن تواصل أفريقيا الوقوف متحدة وحازمة وطموحة. لقد حان الوقت لتحويل مواردنا وفرصنا وإمكاناتنا إلى عمل ملموس لصالح شعوبنا وأجيالنا القادمة.
وأشكركم على اهتمامكم.

مقالات ذات صلة