من من العنصري…/ بقلم الاستاذ محمد العربي الكو ري
نواكشوط 24 سبتمبر 2019 ( الهدهد. م .ص)- تعليقا على تدوينة بالفرنسية للدكتور إعلي بكار إصنيبه على صفحته على الفيس بوك ، بتاريخ 21 سبتمبر الجاري، حول ضرورة احترام إرادة الشعب الذي صوت بأغلبية ساحقة على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية في موريتانيا، كتب إبراهيم اتيام ما نصه ، كما ترجمته شخصيا من نصه الأصلي من اللغة الفرنسية، متوخيا ما اسطعت النزاهة : ” ما كان ينبغي للغة العربية أن تكون هي اللغة الرسمية في موريتانيا ، و لا ينبغي أن تكون لغة وطنية ، للأسباب التالية :
1) أن 99% من الموريتانيين لا يتقنون هذه اللغة ، و 100% من الموريتانيين لا يتكلمونها في بيوتهم، فضلا عن أنها ليست لغة الأم لأي مواطن؛
2) أن اللغة المميزة ( المفضلة ) في التواصل بين مختلف المكونات الإثنية في البلد هي اللغة الفرنسية، و ليست اللغة العربية . فالبولاري و الولفي و السونوكي و الحرطاني و البيظاني ، الجالسون حول طاولة واحدة، سيتحدثون بكل شيء للتفاهم ، ما عدى اللغة العربية ؛
3) إن أغلبية الرؤساء الذين قادوا البلد لا يتمتعون إلا بمستوى ابتدائي ضعيف في اللغة العربية، بينما يتمتعون بمستوى أفضل بكثير في اللغة الفرنسية ؛
4) هذه اللغة ، العربية، استخدمت دائما من القبل العنصريين و الاستعلائيين البيظان بهدف إقصاء المكونات الزنجية الموريتانية من جميع القطاعات الحيوية ؛
5) إن سياقنا الجغرافي هو سياق ناطق بالفرنسية ؛ فتبادلاتنا مع جيراننا ، و دبلماسيتنا في المنطقة، و 99% من تبادلاتنا التجارية تتم مع دول ناطقة بالفرنسية ، أو من خلال استخدام اللغة الفرنسية ؛
6) أن اللغة العربية هي لغة المستعمرين البدو و الجهلة الذين اجتاحوا ، على نحو هو الأكثر بربرية ممكنة، هذا الإقليم ؛ فقتلوا و استعبدوا جزءا كبيرا من مواطنيه الأصليين . و إذن، فإن اللغة العربية ليس لها ، على نحو كامل، أن تعير اللغة الفرنسية على صعيد الوصف ب ” لغة المستعمر “؛
7) أن القول إن اللغة العربية هي ” لغة الإسلام أو لغة القرآن ” هو قول مردود ، نظرا إلى أن كل الدول الناطقة بالعربية ، مجتمعة، أقول مجتمعة، لا تمثل حتى 20% من المسلمين في العالم، لدرجة أن دولتين ، هما باكستان و أندنوسيا ، اللتين يمكن أن نطلق عليهما أي وصف، ما عدى أنهما ناطقتين بالعربية ، تفوقان ، لوحدهما، في تعداد المسلمين ، جميع المسلمين الناطقين بالعربية في العالم . و لا حاجة لنا أن نذكر ، معهما، نيجيريا و بانكًلاديش و السينغال و مالي، و تركيا و إيران … إلخ. و إذن، ليس من اللازم أبدا أن تكون ناطقا باللغة العربية لكي تكون مسلما صالحا ؛
8) و على الصعيد العلمي ، فإن اللغة العربية من اكتشافات القرون الوسطى ؛ فهي منتهية الصلاحية و متخلفة جدا . فحتى الهندية و البنغالية و لغات آسيوية أخرى أكثر منها تقدما؛
9) و على صعيد الارتماء في المستقبل ، فإن اللغة العربية لا حظ لها ؛ فمهدها الجامع ، سوريا، يتلاشى و يفنى ؛ كما أن السعودية في تحلل خلقي ، فضلا عن اليمن و ليبيا اللذين يتهاويان ، و كذلك هو حال العراق … إلخ.
فحتى جيراننا المغاربيون ، في المغرب و الجزائر، ، فإنهم قد ولوا ظهورهم لهذه اللغة ، و باتوا يفضلون عليها اللغة الفرنسية في التعليم العالي ؛
10) إن المدسة الفرنسية ( مدارس البتي صانتير، و الساحل، و مهاريس ، الأطر، … إلخ التي تدرس البرنامج الفرنسي منذ عقود ، فإنها هي المدارس المفضلة عند نخبة البيظان أنفسهم؛ و هي التي تعطي ، كل سنة، أعلى معدلات النجاح في الباكلوريا .
إن مستقبل البلاد هو بين أيدي أجيال الشباب الجديدة ” الناطقين بالفرنسية ، من كل العرقيات. “.
———
ملاحظات:
1) إن أي فرنسي، من الذين دخلوا بلادنا غزاة ، لم تبلغ به الوقاحة حدا وصف فيه اللغة العربية بهذه الأوصاف ؛
2) إن تنامي تجاوز اللغة العربية. في علاقتها بالإسلام ، كما فعل هذا العنصري، هو نتيجة طبيعية لدعاة تهميش اللغة العربية من بعض آتباع حركة الإخوان المسلمون في دول المغرب العربي ؛
3) أن واقع الدولة الموريتانية، في حياة مؤسساتها، هو تطبيق حرفي و عملي لنظرة هذا العنصري للغة العربية ؛
4) أن هذا العنصري يتكلم بكل طمأنينة على أنه لا وجود لدولة ، و لا لمؤسسات، و لا لقانون في هذا لبلد ، فهو يصول و يجول في تحد للدستور !
5) أن هذا التعليق المستفز ينبئ عن قلق داخل أوكار ” نخبة فرنسا” في البلد، بعد تصاعد الرفض للغة الفرنسية في أكثر من مكان من العالم ؛
6) أن مؤتمر اللغة العربية الذي نظمه مجلس اللسان العربي في مطلع هذا الشهر بدأ يعطي ثمراته الطيبة ، بإخراج أضغان العملاء اللغويين لفرنسا؛
7) أن الجبهة التي فتحها الدكتور إعلي بكار إصنيبه على العملاء اللغويين و طابور فرنسا من الإثنيين في حركة إفلام قد أحرقت أعصاب هؤلاء؛ فخرجوا في أفحش صورة للعنصريين ؛
8) أن هذا العنصري لا يمثل إلا ثلة من الزنجيين العنصريين المعبئين بالكراهية للإسلام قبل اللغة العربية. فقد ذكر لي أحد الرفاق ،كان في سفر عمل بكيدي ماغه، أن رجلا من السونونكي إلتفت لأحد أفراد البعثة ، و هو يأخذ منه معلومات إحصائية، قائلا له : سجل اسمي باللغة العربية !
قال ذلك و هو الذي يتقن لغة كابولاني و ابنه ابراهيم اتيام !!
إبراهيم اتيام ليس الفلان و لا السونونكي و لا الولف ، إنه عمل غير صالح من افرير جان، كوبولاني، ….
الأستاذ محمد الكوري العربي