بحيرة “بوبلعين” الثروة المائية الضائعة…!!
هي بحيرة “بوبلعين” الواقعة قرب “أم الخز” على بعد 86 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة كيفه. يعتقد أن هذه البحيرة هي ما تبقى بعد جفاف بحيرة “تاسكاست” قبل قرون من الزمن والتي كانت تنبع من مرتفاعات تكانت لتلتحم بسيول “العاقر” باتجاه لعصابه وكوركور، وتمتد بحيرة “بوبلعين ” على طول عدة كيلومترات، تطوقها الرمال الهلالية من الناحيتين الشرقية والجنوبية بينما تتدفق المياه إليها من أودية “ٱفله” في الجنوب الشرقي.
تصمد هذه البحيرة طيلة أشهر السنة وتتميز مياها “بابرودة” فهي صالحة لكل أنواع المزروعات بما في ذلك القمح والأرز وقد قام بعض الأجداد بالزراعة على شاطئها قبل عقود فكانت المحاصيل سخية.
واليوم تمتد مياه البحيرة في كل الاتجاهات تسخيرا من الله للمواشي والطيور ومختلف الحيوانات الأخرى لترتع وترتوي في غياب عجيب للإنسان.
لقد كان بالإمكان أن تقام زراعات عريضة على جنبات هذه البحيرة تمكن من اكتفاء السكان المحليين في مجال الحبوب وعلى طول أيام العام تمكن زراعة عشرات الهكتارات بالخضروات والأشجار المثمرة وبأقل التكاليف.
لقد كان بالإمكان تحويل تلك المنطقة الصحراوية عبر استغلال مياه هذه البحيرة إلى بقعة زراعية تضع حدا لفقر آلاف المواطنين هناك.
لا شك أن ضعف الوسائل لدى السكان هناك وتنوع المثبطات من بين أمور أخرى تقف حائلا دون القيام بالمبادرة “التاريخية” غير أن القرار يجب أن يأتي من الحكومة الموريتانية التي يجب أن توجه مشاريع زراعية كبرى إلى هذه المنطقة وهو ما سيحولها إلى قطب زراعي كبير سيغير من حياة أهلها.
وبين ضعف السكان المحليين وتخلف الحكومة وإهمالها ستظل بحيرة “بوبلعين “جاثمة بين رمال الصحراء في انتظار من يستغلها.