التعاون الموريتاني اليباني أربعة عقود من العطاء..
إعداد : أحمد طالب المعلوم
شكل مؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية افريقيا ” تيكاد7 ” الملتئم بمدينة يوكوهاما اليابانية مابين ال 28 و30 من أغسطس 2019 المنصرم ، فرصة ذهبية لبحث العلاقات الثنائية الموريتانية اليابانية الممتدة من منتصف سبعينيات القرن الماضي والسبل الكفيلة بتطويرها وكذا سبر أغوار القضايا التي تهم البلدين وتدارس مجالات التعاون من جهة ، والمشاركة الموريتانية الفعالة في هذا المؤتمر الدولي الخاص بتنمية افريقيا من جهة ثانية .
ومن جانب آخر كان مؤتمر ” تيكاد7 ” مناسبة للوفد الموريتاني بقيادة السيد أسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا ، ممثلا لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ، لإستعراض المناخ الطيب الذي تمر به البلاد والرؤية الجديدة لموريتانيا وماتوفره من جو ديمقراطي وأمن واستقرار وتطوير في البنى التحية وكذا الانفتاح .
وقد تلقت الرؤية الموريتانية للتعاون الجيد وتطلعات الحكومة والشعب الموريتانيين ، حسب تصريح الوزير الاول السيد اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا للوكالة الموريتانية للأنباء ، تجاوبا كبيرا من طرف السيد شنينزو آبى ، رئيس الوزارء الياباني خلال حديثهما الثنائي في الاستقبال الذي خصه به بمدينة يوكوهاما ، كما تطابقت وجهات نظيرهما حول السبل الكفيلة بتطوير هذا التعاون مراعاة لطموح ومصلحة البلدين .
كما تميز مؤتمر ” تيكاد 7 ” بالحضور الموريتاني القوي في اللقاءات والاجتمات التي صاحبت هذا المؤتمر كاجتماع مجموعة الدول الخمس بالساحل مع الشركاء والجهات الداعمة ، وكذا اللقاءات مع قادة عدة بلدان وبعض المسؤولين الكبار في الهيئات الدولية والقطاع الخاص الياباني .
وكان مؤتمر ” تيكاد7 ” لبنة جديدة تنضاف الى التعاون الموريتاني الياباني الذي تعود جذوره الى منتصف العقد الثامن من القرن الماضي ، حيث شهدت هذه العلاقات خلال العقود الأربعة الماضية نموا مضطردا
، تجسد في التعاون الثنائي بين البلدين في ميادين ،شتى كترقية التنمية الاجتماعية والاقتصادية عن طريق تنفيذ عديد المشاريع في المجالات ذات الصِّلة ، كدعم قطاع الصيد البحري والتنمية الحضرية ومكافحة الفقر والمساهمة في دعم المشاريع المرتبطة بالأمن والاستقرار والتنمية الاجتماعية من صحة وتعليم وأمن غذائي وتكوين مهني وتقني وعمل إنساني ، حيث وصل الغلاف المالي للدعم الياباني لموريتانيا منذ 1977 والى اليوم مايناهز 570 مليون دولار أمريكي عن طريق تمويل مايقدر ب 120 مشروعا .
ومنذ افتتاح مقر للسفارة اليابانية في نواكشوط سنة 2009 تم تمويل 35 مشروعا ب غلاف مالي بلغ 2491923 أورو ، كما تم دعم مشاريع إنسانية بقيمة 65 مليون دولار أمريكي .
وفي مجال التعاون الفني وصل الدعم الياباني لموريتانيا أيضا 65 مليون دولار أمريكي ، فيما وصل عدد المتدربين الموريتانيين في اليابان 815 شخصا وعدد الطلاب الممنوحين 30 طالبا .
وفي مجال الأمن الغذائي كان دعم اليابان لموريتانيا خلال السنوات الثلاثة قبل الأخيرة ” 2016 ،20017 ،20018 ” مايناهز 382 مليون أوقية جديدة .
وقد شمل الدعم كذلك المجال الصحي ، إذ تم تشييد العديد من النقاط الصحية في مناطق مختلفة من الوطن وكذا توسعة مدرسة الصحة العمومية بنواكشوط ، إضافة الى تشييد
مختبر للتفتيش والتحليل بالمكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد بنواذيبو ، كما تم بناء العديد من المدارس ومؤسسات التعليم بدعم ياباني ، إضافة الى توفير بعض الأجهزة واللوازم في مطار نواكشوط الدولي بقيمة 60 مليون أوقية جديدة .
وخلال السنوات الثلاثة قبل الأخيرة كذلك ” 2016 ، 2017 ، 2018 ” ساهمت دولة اليابان في الجهود التي تبذلهاالسلطات العمومية الموريتانية في مكافحة الهجرية السرية والارهاب والجريمة المنظمة ، كما قدمت دعما معتبرا في جهود موريتانيا الانسانية ، بالشراكة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي ، للتخفيف من وطأة اللاجئين الماليين المقيمين في مخيم ” أمبره ” بمقاطعة باسكنو في ولاية الحوض الشرقي .
وفي المجال التقني أوفدت اليابان خبراء اختصاصيين في مجال إدارة وتنمية المنتجات البحرية وكذا تكوين وتدريب عشرات الكوادر في ميادين التهذيب والصيد والصحة والحكامة والنقل والبيئة ،إضافة الى منح عدد من الطلبة الموريتانيين في تخصصات متنوعة كتسيير المؤسسات والعلوم التطبيقية والهندسة والمعلوماتية وغيرها من التخصصات الهامة.
وهكذا منح ، مؤتمر طوكيو الدولي السابع لتنمية افريقيا ” تيكاد7 ” ، الجانبين الموريتاني والياباني تجديد الحوار وتمحيص التعاون بشكل يخدم مصلحة البلدين ويستجيب لتطلعات وآمال الشعبين بما يخدم مصالحهما توطيدا للعلاقات الثناوئية ومزيدا من بحث مجالات التعاون بشكل أعمق وترتيب الأولويات برؤية ثاقبة مشتركة