الوزير الأول يؤكد على أهمية احتضان موريتانيا لمؤتمر اللغة العربية في افريقيا

نواكشوط,  04/09/2019
أكد الوزير الأول السيد اسماعيل ولد بده والد الشيخ سيديا أن احتضان بلادنا لمؤتمر اللغة العربية في إفريقيا يأتي في سياق حرصنا المشترك رسميا وشعبيا على مواصلة الأدوار التاريخية التي نهض بها أجدادنا الشناقطة الذين اتخذوا من ظهور العيس مدرسةً لنشر المعرفة.

وأضاف أن هذا الحدث، يتنزل بالنسبة لموريتانيا في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذي أكد فيه عزمه على المضي قدما في تفعيل كل ما من شأنه صيانة وترسيخ الثوابت الوطنية التي تمثل عصب الانصهار الاجتماعي، وفي صدارتها لغة القرآن، حاملة القيم المشتركة بين مختلف مكونات الشعب، والعروة الوثقى بين شعبنا وبين شعوب الأمة بما فيها كثير من شعوب قارتنا الإفريقية.
ودعا الوزير الأول في خطاب ألقاه اليوم الاربعاء لدى اشرافه على انطلاقة أشغال هذا المؤتمر، المشاركين فيه إلى مضاعفة الجهود لجعل هذه اللغة العظيمة تستعيد مكانتها كما كانت في عصور خلت، لغة للعلم والتقانة والصناعة والتجارة، وأداة للتواصل وتطوير البحث العلمي والابتكار ونشر المعلومة حول العالم.

وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب:

“بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السادة الوزراء
السادة رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية
السادة قادة المجامع والهيئات العربية والإقليمية
السيد رئيس مجلس اللسان العربي بموريتانيا،
السادة العلماء والباحثين المشاركين،
أيها الحضور الكريم،
يسعدني أن أشرف اليوم على افتتاح مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا الذي ينظمه مجلس اللسان العربي بموريتانيا، تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أرحب بكم جميعا، ضيوف موريتانيا الكرام بين أهليكم، وأن أسأل الله العلي القدير لكم مقاما طيبا هنيئا في موطنكم وموطن لغتكم التي تناديتم لتدارس أحوالها ومكانتها واستشراف مستقبلها.
وبالفعل، لقد ظلت اللغة العربية حاضرة في إفريقيا منذ نحو 14 قرنا، كلغة للعبادة والدراسة والمعاملات والتواصل، تحمل وتنشر المعارف والقيم الدينية والحضارية السمحة التي لم تزل إلى يوم الناس هذا تتعزز بفضل جهود الأفارقة أنفسهم، حتى باتت إفريقيا قلعة حصينة من قلاع الإسلام والثقافة العربية الأصيلة.
أيها الحضور الكريم،
يأتي احتضان بلادنا لمؤتمر اللغة العربية في إفريقيا في سياق حرصنا المشترك رسميا وشعبيا على مواصلة الأدوار التاريخية التي نهض بها أجدادنا الشناقطة الذين اتخذوا من ظهور العيس مدرسةً لنشر المعرفة، وسلكوا فجاج القارة الإفريقية والعالم، ينسجون بالكلمة الطيبة والأسوة الحسنة خيوط الإخاء والتضامن بين شعوب وقبائل وأمم شتى.
ويتنزل هذا الحدث، بالنسبة لحكومة بلادي في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، الذي أكد فيه عزمه على المضي قدما في تفعيل كل ما من شأنه صيانة وترسيخ الثوابت الوطنية التي تمثل عصب الانصهار الاجتماعي، وفي صدارتها لغة القرآن، حاملة القيم المشتركة بين مختلف مكونات الشعب، والعروة الوثقى بين شعبنا وبين شعوب الأمة بما فيها كثير من شعوب قارتنا الإفريقية.
ايها الحضور الكريم،
تواجه اللغة العربية منافسة شديدة في العصر الراهن؛ فبالرغم من المكانة المتقدمة التي تحتلها بين اللغات العالمية، فإن مستوى الإنتاج العلمي والتقني بها ما يزال دون المطلوب.
من أجل ذلك يتحتم علينا جميعا، وعليكم أنتم أهل الذكر والاختصاص، مضاعفة الجهود لجعل هذه اللغة العظيمة تعود، كما كانت في عصور خلت، لغة للعلم والتقانة والصناعة والتجارة، وأداة للتواصل ولتطوير البحث العلمي والابتكار ونشر المعلومة حول العالم.
وفي هذا السياق، فإننا نثمن التعاون القائم بين مجلس اللسان العربي وبين مجمع اللغة العربية بالشارقة بقيادة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، ونعتبر أنه يصب في بحر العمل المشترك لخدمة هذه اللغة، فضلا عن كونه يعكس متانة العلاقات المتميزة بين موريتانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
كما نرى أن حضور مجلس اللسان العربي في أسرة اتحاد المجامع العربية يتسق مع تطلعات بلادنا إلى تعزيز التواصل العلمي والتعاون في سائر المجالات بين أقطار الأمة.
وفي الختام، أجدد الترحيب بضيوفنا الأعزاء، وأعلن – على بركة اللـه – افتتاح أعمال مؤتمر اللغة العربية في إفريقيا، متمنيا لأعماله لنجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً