التعليم العالي والبحث العلمي ” حصيلة مشرفة من اجل مستقبل أفضل” بقلم ” د . محمد الراظي بن صدفن

إن الهدف الرئيسي من أي إصلاح
للمنظومة التربوية بدون شك هو السعي إلي تحديث مناهجها و محتوياتها لتتلائم مع المتطلبات
التنموية للدولة. و ذلك بالنظر إلي
التطورات الإجتماعية المتسارعة
التي تجري في العالم من حولنا و إكراهات التطور الصناعي و التقني،
الذي لا مكان فيه لمن لم يحجز موقعه في الركب ، بواسطة إستيعابه لعلوم العصر و إمتلاك ناصيتها .
لهذه الأسباب و غيرها ، فقد تبنت
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي إستيراتيجية جديدة تسعي
إلي تحقيق أهداف جوهرية في رؤية
رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لإصلاح هذا القطاع
الحيوي الذي يتوقف عليه حاضر البلاد و مستقبل أجيالها.
ومن أهم تلك الأهداف نذكر علي
سبيل المثال لا الحصر:
-زيادة القدرة الإستيعابية لمؤسسات التعليم العالي و منحها
الموارد الضرورية المتناسبة مع عدد طلابها،
– تحسين ظروف الحياة في الوسط الجامعي و إدماج مقاييس الجودة
في التكوين و التأطير و البحث وفي
مختلف مجالات الخدمة الجامعية،
-ضمان إستقلالية المؤسسات الجامعية و إعتماد الحوكمة الرشيدة في تسييرها،
– توطين الجامعة في محيطها الإقتصادي و الإجتماعي و الرفع
من أداء و مردودية البحث العلمي
لكي يساهم بشكل فاعل في الوصول إلي النتائج المطلوبة علي
الصعيد التنموي.
و لتجسيد هذه الأهداف علي أرض
الواقع أتخذت السلطات الوصية
علي القطاع جملة من الإجراءات
شملت ، مراجعة الإطار المؤسسي
و التنظيمي عبر إصدار الكثير من
التشريعات المهمة ذات الصلة بترقية الأساتذة و زيادة رواتبهم و
و رفع سن تقاعدهم إلي 68سنة،
علاوةً علي قضايا المنح و التوجيه
و شروط الولوج إلي مختلف المؤسسات و تنظيم هيكلتها.
أما في مجال تحسين العرض وتنويعه ، فقد تم إنشاء المعهد العالي للرقمنة و المدرسة العليا للتجارة بالإضافة. إلي العديد من
المراكز البحثية و المختبرات العلمية المتخصصة.
و يجري الآن العمل في إطار مقاربة
لا مركزية التعليم العالي علي إطلاق
معاهد و مدارس عليا جديدة في
العديد من عواصم ولاياتنا الداخلية
ستري النور قريبًا بحول الله و قدرته.
ينضاف إلي هذا الجهد التحسينات
الملموسة التي عرفتها الخدمات الجامعية من خلال ولوج الطلاب إلي السكن و زيادة المنحة و تحسين جودة المطعم الجامعي وغير ذلك مقارنة مع
السنوات الماضية.
أما الإنجاز الكبير الذي يجب علينا
جميعا الإشادة به، هو مشروع توسعة المركب الجامعي الذي أشرف رئيس الجمهورية شخصيًا علي وضع حجره الأساس في الأيام
الماضية. و هذه التوسعة بمثابة
تشييد جامعة بأكملها ، حيث تشمل
إنجاز البنايات التالية:
-16مدرجا
-157 مكتبا مجهزًا
– 11مختبرا لغويًا بكامل التجهيزات
-38 مختبرا للبحث بكامل التجهيز
-209 حجرة دراسية
و لا شك أن هذه الإنجازات المهمة
ما كانت لتتم لولا الإهتمام الكبير
لرئيس الجمهورية السيد محمد
ولد الشيخ الغزواني و نظرته للتعليم العالي بإعتباره الرافعة
الأساسية لتنمية البلاد و بوابة
العبور نحو مستقبل أفضل.
و لتعزيز هذه المكاسب و حمايتها
يتعين علينا جميعًا إبداء مزيد
من التضامن و التفاعل الإيجابي
مع هذه الخطوات غير المسبوقة
و إعطائها التثمين الذي تستحقة
فهل ياتري سنكون علي مستوي
المسؤوليات؟

مقالات ذات صلة