تطلعات لإنجاح الحملة الزراعية في تيرس زمور
ازويرات
تعتبر الزراعة أحد أهم ركائز التنمية وتلعب دورا أساسيا في اقتصاد البلدان لمالها من أهمية في توفير الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، كما تعد مصدرا أساسيا لدخل العديد من الأفراد وتوفير فرص العمل (سواء كان الشخص مزارعا أو حاصدا أو فنيا في آلات الزراعة).
ونظر لما للزراعة من أهمية في تحقيق النمو الاقتصادي للبلد وزيادة الدخل القومي والاعتماد على النفس، فقد أعطى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني عناية خاصة لهذا القطاع، وأشرف شخصيا في يوليو الماضي على إطلاق الحملة الزراعية من مدينة تامشكط بولاية الحوض الغربي.
وتعمل حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد بلال مسعود على تحقيق نمو مستدام للإنتاجية والإنتاج الزراعي وتشييد السدود وإنجاز البنى التحتية واستصلاح الأراضي الزراعية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
وتماشيا مع القرارات الصادرة في هذا المجال، وتنفيذا للبرامج والمخططات الهادفة إلى الرفع من أداء وقدرات المزارعين، تولي السلطات المحلية بولاية تيرس زمور، عناية كبيرة للزراعة حيث دعت المزارعين إلى التوجه للزراعة من أجل الاستغلال الزراعي الأمثل، كما قامت المندوبية الجهوية للزراعة بتوفير كافة المدخلات الزراعية من أجل مواكبة المزارعين في الحملة الزراعية حتى يتحقق الهدف المنشود.
وفي هذا الإطار أكد المندوب الجهوي للزراعة بولاية تيرس زمور السيد المختار ولد أحمد جكن في لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء، أن السلطات المحلية بالولاية، تعطي عناية كبيرة للقطاع الزراعي، نظرا لأهميته ومحورية دوره وانعكاسه المباشر على حياة المواطنين، لافتا إلى أن ولاية تيرس زمور تمارس فيها ثلاثة أنواع من الزراعة هي زراعة الخضروات وزراعة النخيل والزراعة المطرية.
وبين أن زراعة الخضروات تبلغ المساحة الإجمالية لها حوالي 70هكتارا تستغل منها مساحة تقدر ب 25 هكتارا نظرا لنقص المياه، منها 3 هكتارات في مقاطعة افديرك و2 هكتار في مقاطعة بير امكرين، فيما تبلغ المساحة المستغلة بمقاطعة ازويرات 20 هكتارا تستغل من طرف حوالي 100 تعاونية زراعية، موضحا أن مناطق هذه الزراعة هي بطحت اسبط ومشروع المتقاعدين وفينف ومزرعة كوريا بالنسبة لزويرات ومزرعة اتحاد تعاونيات افديرك واتحاد تعاونيات بير امكرين.
وأضاف أن الأصناف الأكثر استعمالا هي اللفت والملفوف والطماطم والجزر، بالإضافة إلى البطيخ الأحمر والبطيخ الأصفر، مبينا أن زراعة النخيل تعتبر من أهم الأنشطة الزراعية في الولاية وتمارس من طرف جل السكان، مشيرا إلى وجود حوالي7 واحات من النخيل تثمر كلها سنويا حسب ملاكها على مستوى مقاطعة ازويرات، لافتا إلى أن عدد النخيل في هذه المقاطعة يبلغ حوالي 6000 نخلة وتقدر المساحة المستغلة بحوالي 60 هكتارا، مطالبا بتدخل مشروع تنمية الواحات في هذه الولاية حتى يتسنى للقائمين على هذا النوع من الزراعة تطويره والاستفادة من تجربته.
وقال إن الزراعة المطرية في الولاية تعاني من جفاف حاد منذ ما يزيد عن خمس سنوات تقريبا حيث تعاني الولاية من نقص في الأمطار منذ سنة 2016، وهو ما أثر على الطبقة السكانية التي تمارس الزراعة المطرية، مبرزا أن هذه الزراعة تمارس خصيصا في مقاطعة افديرك التي توجد بها مجموعة من السدود والسدود الترابية (كسد اتويركه وسد ميركلي والسد الترابي ل امظفيرات والسد الترابي بودركه) بمساحة تقدر بحوالي 650 هكتارا، بالإضافة إلى السد الترابي ل اطنطانه بازويرات والسد الترابي ام كرين بمقاطعة بير امكرين.
وقال إنه من أجل مواكبة المزارعين في الحملة الزراعية 2022-2023 قامت المندوبية بترميم بعض هذه السدود في بداية شهر يوليو الماضي تحسبا للأمطار، كما شكل الوالي لجنة فنية للمتابعة برئاسة مندوب الزراعة المكلف بمتابعة الحملة الزراعية على مستوى الولاية، لافتا إلى أن المندوبية قامت بتحديد حاجياتها لانجاح هذه الحملة من أجل مواكبة هذا الحدث الهام، كتوفير السياج لحماية السدود المستغلة (25كم) وتوفير البذور التقليدية (تغليت وبشنه وانيبه) حسب الكميات التالية: 10000 كغ من بشنه و10000كغ من تغليت و 4000 كغ من انيبه، و توفير160 كغ من بذور الخضروات خاصة الأنواع الأكثر استعمالا في المنطقة (اللفت والملفوف والخنس والشهندر والطماطم والجزر ) بهدف توفير المبيدات الحشرية بكافة أنواعها، مؤكدا أن المشاكل المطروحة للقطاع الزراعي بولاية تيرس زمور تنحصر أساسا في نقص المياه الجوفية نتيجة نقص التساقطات المطرية.
وبدوره أكد رئيس اتحادية المزارعين على مستوى مقاطعة ازويرات ورئيس مشروع بطحت اسبط الزراعية السيد الميمون ولد محمود على دعمهم ومساندتهم لخطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الرامي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي والتوجه نحو الزراعة، داعيا جميع المواطنين الراغبين في الزراعة بالولاية إلى التوجه نحو السدود التي امتلأت من الماء إثر التساقطات المطرية الأخيرة التي استفادت منها الولاية.
من جهته أكد المزارع محمد ولد بيروك رئيس واحات كوريا أهمية الزراعة وفوائدها على الفرد والمجتمع في تأمين الغذاء وتوفير دخل معتبر للمواطن، دون اللجوء والاتكال على الغير، مضيفا أن لديه أربع مشاريع لواحات النخيل يجني منها فوائد كبيرة، حيث يعمل على توفير التمور في السوق المحلي.
ودعا جميع المواطنين إلى التوجه نحو الزراعة والاستفادة من خبرة المزارعين القدامى، مطالبا بتوفير ما أمكن من الدعم للمزارعين سبيلا إلى مضاعفة الجهود وتحقيق زيادة الإنتاج.
وعموما يظل قطاع الزراعة يحتل الصدارة من حيث الأهمية والمردودية، كما أنه الضامن الحقيقي لاستقرار الشعوب ورفاه عيشها والذي عن طريقه تتمكن من كامل سيادتها والتحكم في قراراتها دون التأثير من أي جهة خارجية، فمن غير الوارد أن يظل البلد رهينة لتأثيرات الغذاء العالمية في حين أنه من المتاح تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجمل المواد الغذائية الأكثر استهلاكا وطنيا.
تقرير : سالكن اعل بوها//كرار