وادي لكديم : مناظر جذابه … ومواقع سياحية ترتاح النفس للاستجمام باريج نسيمها…!! / تقرير : الشريف بونا
..
ماتزال في موريتانيا مواقع سياحية مطمورة لم تحصل على ما تستحق من الإشادة والتنويه بها في وسائل الإعلام المحلية من باب احرى الدولية ..
ومن بين هذه المواقع السياحية مواقع في وادي لكديم الذي يقع بين سفح جبل تكانت وكثيب رملي ذهبي يوازي في علو ارتفاعه تلك الجبال مما يضفي على المشهد نوعا من الجمال تعجز السنة سدنة الكلمة عن الوفاء بالتعبير عنه .
فوادي لكديم المنحدر من جبال تكانت المنسابة مياهها عبر بطحاء فسيحة تحفها غابات كثيفة من الأشجار في اتجاه سد بومديد الواقع بين مدينتي بومديد القديم “ازيره” وبومديد الجديد المقاطعة .
يمتد وادي لكديم على مساحة يزيد طولها على سبعة كلم من فم “لخنك” غربا نهاية حدوده الوادي مع واد النخيل “الكوز” إلى “راص لوتد” شرقا.
ظل سكان الوادي الذين استوطنوه منذ مئات السنين متشبثين به ، رغم أنه كان قبلهم موطنا خصبا للحيونات المفترسة بجميع انواعها، حيث خاضوا معها حروبا ضارية فحاصروها في الجبال وتم القضاء على الكثير منها بالوسائل البدائية معتمدين في مقارعتهم لها على الشجاعة ساعة المواجهة فهاجر معظم الوحوش المفترسة عن المنطقة.
يمارس السكان في هذا الوادي الجميل منذ أناخوا رحلهم به الزراعة والتنمية الحيوانية فساعدهم مناخه وأرضه الصالحة للزراعة وبركه التي لا تغور مياهها العذبة ” منجوره , الكلته الخظره وحرجت الكاره” على الاستقرار فيه.
فشيدوا بسواعدهم سدودا صغيرة على جوانبه مثل سد البيربار -والتعاونية -ولكويشيش -وسد اقليك سيد المخطار- وسد عبد الحسن ولد محمد الصغير وسد شقيقه محمد وسد بور قالي ولد العبوده يقبلون على زراعة الدخن فيها وغيره عندما تتساقط الأمطار على المنطقة معتمدين في ذلك على الله و ٱلات الزراعة التقليدية والتعاون في ما بينهم على إزاحة الأعشاب التي تؤثر في حالة بقائها على منتوج الحصاد من الحقول المزروعة بما كان يطلق عليه يومذاك “اتويزة “.
لقد ثابر سكان لكديم على تحصيل العلوم بدء بحفظ ورسم وضبط وتجويد القرٱن الكريم ، والسيرة النبوية المطهرة ، ثم تحصيل علوم المذهب المالكي باصوله وفروعه، واللغة العربية بنحوها وصرفها ومنطقها وبيانها، واشتهرت محاظر في ذلك الوادي مثل محظرة “اتيله” للمرابط ولد اعبوده التي تمضي جذوة نارها سنة دون أن يخمد لهيبها حيث عرف طلابها بتحصيل وافر في العلم مع انتقال العديد منهم في ذلك الزمان الى محاظر خارج المنطقة لينهلوا من علومها ويوسعوا مداركهم في فنون مختلفة أخرى .
فقليل كان من السلف الصالح في ذلك الودي من لا يحفظ القرٱن الكريم والمتون،.
فمن اشهرحفاظ القرٱن الذين ادركناهم وتعلمنا عليهم ومن يضرب به المثل في جمال الخط عبد الحسن ولد محمد الصغير و محمد محمود ولد اندح ، ومن علمائه من اشتهر وذاع صيته في حل النوازل المستعصية على علماء تلك المنطقة كنازلة اختلف فيها عدد كبير من العلماء فعندما طرحت النازلة على محمد الصغيرولد أحمد اجاب عليها بما يوافق
المذهب المالكي فيقال إن العالم الجليل حمود ولد صالحي الملقب” كابدي” قال الجواب الصحيح اجاب به فتى الفتيان يعني محمد الصغير ولد احمد.
وقد حدثني شخصيا العالم الجليل الدده ولد محمد الصغير رحمه الله أن والدي بونا ولد احمد رحمة الله عليه كان يحفظ نص شيخ خليل والعديد من المتون الأخرى كحفظه لفاتحة الكتاب .
ومن أشهر رجاله المعروفين بالشجاعة والذود عن حياض الوادي وعن المجتمع في الأوقات الحرجة
الرجل المغوار برار ولد سيدي المختار رحمه الله الذي كان الجميع يحترمه ويقدر بطولته وشجاعته.
فكان وادي لكديم عامرا بأهله وغيرهم ممن ينتجعون فيه خاصة جماعة” اهل حمادي” المحترمة التي ربطتها علاقة مصاهرة وجوار مع سكانه تلك الجماعة قبل أن تشيد منذ اكثر من عقدين “مدن السعادة “على الطريق بين كرو وكيفه.
مما لا مراء فيه أن وادي لكديم يتميز بمناظر جذابه ومواقع سياحية بامتياز ترتاح النفس للاستجمام باريج نسيمها مثل -الكلته الخظرة-منجورة-حجرة الكاره- الهمية البيربار الخ …!!
فبمناظره السياحية الخلابة وبتاريخ سكانه الضارب في تحصيل العلم واعتمادهم في حياتهم على التنمية والزراعة يحتاج منهم الوادي اليوم الى لفتة كريمة في العودة إليه بعد النزوح الذي سببه الجفاف وشغف النساء والأطفال بالمدنية الجديدة وحنينهم إليها ، كما حدث في كثير من مناطق البلد الأخرى.. فهل من مستجيب..؟؟
تقرير : الشريف بونا