الوفاق الوطني هو الخيار الأمثل لشعبنا…/ يقلم : د. محمد الراظي بن صدفن

 

لقد  تبنت معظم دول القارة الإفريقية بما فيها دول إفريقيا جنوب الصحراء خلال العقود الماضية إستراتجيات جديدة قائمة على مفهوم الحكم الرشيد كمقاربة إصلاحية لمعالجة إختلال التوازن  التنموي الذى تعاني منه تلك الدول على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والإدارية, خاصة بعد تفشي ظاهرة الفساد التي شكلت العائق الأكبر أمام تطبيق الإصلاح في مسار ترشيد أداء نظام الحكم وترسيخ قيم الديمقراطية التعددية التي تضمن المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق المدنية و السياسية, ومن هنا لابد من التأكيد على أن أية عملية للإصلاح ذات مصداقية لابد أن تعتمد على مرتكزات أساسية, أهمها:  تطوير واستحداث القوانين التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة و المتساوية في تقرير المصير السياسي من جهة,وتقيد الجميع بالنظام والإلتزام بروح المسؤولية ونبذ العنف والإيمان بمبدأ التداول السلمي على السلطة من جهة أخرى.

ذلك أن الديمقراطية التي يتطلع إليها شعبنا هي تلك الديمقراطية التي تدعو إلى الحوار الصريح والإقناع و السعي إلى  حلول الوسط بعيدا عن الكراهية وتهديد السلم الأهلي.
وفي هذا السياق, لا يسعنا إلا أن نشيد بمقاربة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مواصلة التهدئة السياسة والتركيز على التشاور باعتباره نهجا ثابتا لحل كل المشاكل ولاشك أن مخرجات التشاور السياسي الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية مؤخرا و أدارته بكل شفافية ومهنية,والذي شكل موضوع إشادة واسعة من مختلف الطيف السياسي في البلد,يبرهن مرة أخرى على وطنية الرئيس وصدق مسعاه في التأسيس لموريتانيا جديدة موحدة متصالحة مع ذاتها وتتسع لكل أبنائها,كما نرجو أن تشكل نتائج هذه المخرجات انطلاقة جديدة لوفاق وطني شامل ومستديم يصب في مصلحة الجميع وهو بدون شك يشكل الخيار السياسي الأمثل لشعبنا.

مقالات ذات صلة