ظاهرة البذخ في المناسبات الاجتماعية مغايرة لتعاليم الدين الإسلامي
كتب الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون تديونة بخصوص مخاطر ظاهرة البذخ في المناسبات الاجتماعية جاء فيها:
شهد المجتمع الموريتاني في الآونة الأخيرة تعاظم وتفاقم ظاهرة اجتماعية دخيلة على المجتمع، وغريبة على منظومة قيمه وأخلاقه، ومنافية لتعاليم ومقتضيات شرعه ومعتقده، تتمثل في المغالاة في الإسراف، والإمعان في البذخ، لدرجة الغلو والتطرف، ولغاية الشطط، في المناسبات الاجتماعية عموما، بما فيها المآتم، وتلك المرتبطة منها بالزواج خصوصا.
والحقيقة أن هذا النمط من السلوك، الذي يصنف بوصفه ضربا من الاستهلاك المظهري الفج والتفاخري المبتذل، يعتبر شاذا، مخلا، وهداما، من منطلق ماينجر عنه ويترتب عليه من ضرر بين لامراء فيه يطال المجتمع بأسره، خاصة وأن المحاكاة والتقمص والتأسي والمجاراة، تعتبر مفردات قائمة، مستحكمة، ومتغلغلة في عمق التفاعل الاجتماعي والتبادل المجتمعي.
والواقع أن الأصل في الزواج اليسر، والتيسير، والبساطة، والأريحية، والاعتدال، والوسطية، بعيدا عن التعقيد، والعسر، والمبالغة، والمباهاة، والتطرف، والاجحاف. كما أن ارتفاع تكاليف الحياة عموما، بفعل التحولات الاجتماعية المرتبطة بالعولمة، تحتم العمل على تيسير سبل الزواج لدى الشباب، خاصة وأن العنوسة بلغت في هذا الزمان مستويات مذهلة ومعدلات غير مسبوقة.
وعلى العموم علينا جميعا أن ندرك حجم المسؤولية التي تقع على كاهل النخبة وقادة الرأي، خصوصا، وكافة الفاعلين بالمجتمع عموما، لرفع مستوى الوعي لدى عموم الناس بخطورة ظاهرة البذخ والإسراف في المناسبات الاجتماعية، مع ضرورة العمل على تلمس التدابير العملية الكفيلة بالحد منها، وتجنيب المجتمع لآثارها وتداعياتها، مستحضرين، أن (أقلهن مهرا، أكثرهن بركة)، وأن( أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤونة).