وادي لكديم : مناظر سياحية خلابة تحتاج إلى تقارير اعلامية محلية ودولية…/ الشريف بونا
..
ماتزال في هذا البلد مواقع سياحية لم تحصل على ما تستحق من الإشادة والتويه بها في وسائل الإعلام المحلية من باب احرى الدولية ..
ومن هذه المواقع السياحية الخلابة وادي لكديم الذي يقع بين سفح جبل تكانت وتل رملي ذهبي يوازي في علو ارتفاعه تلك الجبال مما يضفي على المشهد نوعا من الجمال تعجز السنة سدنة الكلمة عن الوفاء بالتعبير عنه .
فوادي لكديم المنحدر من جبال تكانت المنسابة مياهها عبر بطحاء فسيحة تحفها غابات كثيفة من الأشجار في اتجاه سد بومديد الواقع بين مدينتي بومديد القديم “ازيره” وبومديد الجديد المقاطعة .
يمتد وادي لكديم على مساحة يزيد طولها على سبعة كلم من فم “لخنك” غربا نهاية حدوده الوادي مع واد النخيل “الكوز” إلى “راص لوتد” شرقا.
ظل سكان الوادي الذين استوطنوه منذ مئات السنين متشبثين به ، رغم أنه كان قبلهم موطنا خصبا للحيونات المفترسة بجميع انواعها، حيث خاضوا معها حروبا ضارية فحاصروها في الجبال وتم القضاء على الكثير منها بالوسائل البدائية معتمدين في مقارعتهم لها على الشجاعة ساعة المواجهة فهاجر معظم الوحوش المفترسة عن المنطقة.
يمارس السكان في هذا الوادي الجميل منذ أناخ رحلهم به الزراعة والتنمية الحيوانية فساعدهم مناخه وأرضه الصالحة للزراعة وبركه التي لا تغور مياهها العذبة ” منجوره , الكلته الخظره وحرجت الكاره” على الاستقرار فيه.
فشيدوا بسواعدهم سدودا صغيرة على جوانبه مثل سد البيربار -والتعاونية -ولكويشيش -وسد اقليك سيد المخطار- يقبلون على زراعة الدخن فيها وغيره عندما تتساقط الأمطار على المنطقة معتمدين في ذلك على ٱلات الزراعة التقليدية والتعاون في ما بينهم على إزاحة الأعشاب التي تؤثر في حالة بقائها على منتوج الحصاد من الحقول المزروعة بما كان يطلق عليه يومذاك “اتويزة “.
لقد ثابر سكان لكديم على تحصيل العلوم بدء بحفظ ورسم وضبط وتجويد القرٱن الكريم ، والسيرة النبوية المطهرة ، ثم تحصيل علوم المذهب المالكي باصوله وفروعه، واللغة العربية بنحوها وصرفها ومنطقها وبيانها، واشتهرت محاظر في ذلك الوادي مثل محظرة “اتيله” للمرابط ولد اعبوده التي تمضي جذوة نارها سنة دون أن يخمد لهيبها حيث عرف طلابها بتحصيل وافر في العلم مع انتقال العديد منهم في ذلك الزمان الى محاظر خارج المنطقة لينهلوا من علومها ويوسعوا مداركهم في فنون مختلفة أخرى .
فقليل كان من السلف الصالح في ذلك الودي من لا يحفظ القرٱن الكريم والمتون،.
فمن اشهرحفاظ القرٱن الذين ادركناهم وتعلمنا عليهم ومن يضرب به المثل في جمال الخط محمد محمود ولد اندح وعبد الحسن ولد محمد الصغير ، ومن علمائه من اشتهر وذاع صيته في حل النوازل المستعصية على علماء تلك المنطقة كنازلة اختلف فيها عدد كبير من العلماء فعندما طرحت النازلة على محمد الصغيرولد أحمد
اجاب عليها بما يوافق المذهب المالكي فيقال إن العالم الجليل حمود ولد صالحي الملقب” كابدي” قال الجوا ب الصحيح اجاب به فتى الفتيان يعني محمد الصغير ولد احمد.
وقد حدثني شخصيا العالم الجليل الدده ولد محمد الصغير رحمه الله أن والدي بونا ولد احمد رحمة الله عليه كان يحفظ نص شيخ خليل والعديد من المتون الأخرى كحفظه لفاتحة الكتاب .
فكان وادي لكديم عامر بأهله وغيرهم ممن ينتجعون فيه خاصة جامعة” اهل حمادي” المحترمة التي ربطتها علاقة مصاهرة وجوار مع سكانه تلك الجماعة قبل أن تشيد منذ اكثر من عقدين “مدن السعادة “على الطريق بين كرو وكيفه.
مما لا مراء فيه أن وادي لكديم يتميز بمناظر خلابة وسياحية بامتياز مثل -الكلته الخظرة-منجورة-حجرة الكاره-البيربار- بمناظره السياحية الخلابة وبتاريخ سكانه الضارب في تحصيل العلم واعتمادهم في حياتهم على التنمية والزراعة يحتاج منهم اليوم الى لفتة كريمة في العودة إليه بعد النزوح الذي سببه الجفاف وشغف النساء والأطفال بالمدنية الجديدة وحنينهم إليها ، كما حدث في كثير من مناطق البلد الأخرى.. فهل من مستجيب..؟؟
تقرير : الشريف بونا
الهدهد