جواب على سؤال يتعلق بالعوائق التي تحول دون تقدم موريتانيا
( الهدهد ) للإجابة على هذا السؤال، أقول دون تردد إن العوائق التي تحول دون بناء موريتانيا عصرية و متآخية و عادلة بادية للعيان و ما علينا إلا إزالتها : موريتانيا ورشة لتعميق الفوارق البشرية و الغبن و الدوس على القيم و الأخلاق و استبدالها بثقافة المنافع الشخصية.
هذه هي أهم مشاكلنا و إن حاولنا حجب الحقيقة عن أنفسنا و التخفي وراء عبارات جوفاء من أمثال “أرض الرجال” و “بلاد المليون شاعر” و “أجدادنا الميامين” إلى آخر قائمة المنومات و المغالطات التي تظهر على الصفحات الأولى من الجرائد و كتب التاريخ.
نحن شعب بحاجة إلى غسل الأدمغة سبعا كلها بالتراب و ما دمنا نخفي تلك الحقيقة عنا، فلن نبرح مكاننا إطلاقا.
بناء موريتانيا كما في الاستطلاع يمر أولا بالعدالة في كل شيئ و يبدأ ذلك بتوزيع الوظائف السامية على أساس العدل و تكافؤ الفرص بحيث لا يحرم منها أي كان بحجة عدم الكفاءة القبلية أو الشرائحية (و لي في ذلك تجربة شخصية و مشاهد حية) و لا تسند للعاجزين عن أدائها بحجج واهية.
و علينا كذلك مراجعة منظومتنا التعليمية بشكل جذري و أن لا نغتر بتقارير وزراء التعليم لأنها مغالطة و بهتان : التعليم فاسد و يتطلب إصلاحا جذريا عاجلا و إلا فلا مناص من الانهيار.
و للثقافة وقفة… فالبلاد لا تعبأ بثقافتها و لا بآدابها و هي معرضة لفقدان مناعة الهوية.
و أخيرا، و من أجل أن لا نلطخ رموزنا بأدران السياسة و مستنقعاتها، فعلينا أن لا نقحم علماءنا و فقهاءنا في دوامة التصفيق و التزلف و الانحطاط…
(قد تكون ملاحظاتي قاسية و متشائمة “يغير بعد ألا هو الحك” و يسعدني حقا أن كل هذه الحلول موجودة في برنامج الرئيس
محمد ولد أحمد الميداح، الملقب دميه
مفتش في التعليم الأساسي، متقاعد
باحث في الثقافة الشعبية