مركز موريتانيا للبيانات الرقمية خطوة في تقريب خدمات الادارة من المواطن
يعتبر التمكين للابتكار التكنولوجي والحلول الرقمية أحد أنجع السبل الكفيلة بتحقيق الشمول الخدمي لجميع المواطنين، ومكافحة أنواع الإقصاء والغبن والتفاوت غير المبرر، وتحسين أداء الإدارة العمومية، مع تقريبها من المواطنين في عموم البلاد، وتبسيط إجراءاتها، ونجاعةِ تدخلاتها، وإمكانية التتبع الآني والبَعدي لكل عملياتها، وهو ما من شأنه أن يرفع من مستوى استجابتها لتطلعات المواطنين أينما كانوا ومهما كان حالهم ووضعهم، وأن يعزز من أداء المنظومة الرقابية في مجال الشفافية والحكامة الرشيدة.
وإدراكا من السلطات العليا في البلد للتغيرات الهائلة والتطورات العلمية والتكنلوجية المتلاحقة التي تعرفها البشرية تم إنشاء قطاع وزاري للتحول الرقمي يصنع من إكراهات المرحلة وتحدياتها فرصة لتحقيق مرتكزات الرفاه المشترك في بلادنا.
ولجعل هذا القطاع أداة أساسية لضمان التحول الرقمي، ورقمنة القطاع العام في إطار من الأمن المعلوماتي والجودة، وتخصيص خدمات الاستضافة بما يراعي ميزات القطاع الخاص، أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على وضع حجر الأساس لمشروع تشييد مركز بيانات عالي المستوى والأداء (مركز موريتانيا للبيانات) سبيلا إلى استكمال سيادة بلادنا الرقمية، وتوطين استضافة البيانات الرقمية.
وفي لقاء مع الوكالة الموريتانية للأنباء أوضح مدير البنى التحتية بوزارة التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة السيد الحسن ولد باب، أن مركز البيانات سيشكل نقطة تجمع عملاقة مكونة من عدة خوادم ضخمة، مزودة بالطاقة الأساسية والاحتياطية، وهو موصل بالإنترنت بسرعات عالية جدا ويحتوي على أجهزة أطفاء وأنظمة لتحديد درجة الحرارة، وأجهزة لإطفاء الحرائق وتنظيم الكهرباء وبمواصفات أمنية عالية.
وقال إن الغلاف المالي لهذا المشروع الهام والممول من طرف البنك الأوروبي للاستثمار، والذي من المتوقع أن تنتهي الأشغال فيه خلال 480 يوما، يبلغ 8.390.654 دولار أمريكي
وبين أن تصميم المركز سيشمل أجهزة التوجيه، والمبادلات، وجدران الحماية، وأنظمة التخزين والخوادم ووحدات التحكم في تسليم التطبيقات وتخزين البيانات والتطبيقات الهامة للأعمال وإدارتها، كما يوفر استضافة البيانات الرقمية وطنيا، مع ضمان أمانها وسلامتها وسريتها وخصوصيتها مما سيساهم في تشغيل المنشأة الرقمية الهامة في تحسين تصنيف موريتانيا في المجال الرقمي.
وأكد مدير البنى التحتية بوزارة التحول الرقمي أن المركز يعد أداة لا غنى عنها للتحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة لكونه يوفق بين الفعالية وانخفاض تكاليف جميع مكونات المشروع الاسترجاعية ويتضمن عدة مسارات توزيع ، إضافة إلى الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة البيانات الحساسة وخفض التكاليف المرتبطة بإدارة أنظمة الاتصالات وشبكات الطاقة في حالات الطوارئ وتكييف الهواء وأنظمة الحماية من الحرائق.
وأشار إلى أن مراكز البيانات الحديثة تختلف تمامًا عما كانت عليه قبل وقت قصير، حيث تحولت البنية التحتية من الخوادم المادية التقليدية المحلية إلى شبكات افتراضية تدعم التطبيقات والعمل عبر مجموعات من البنية التحتية المادية وفي بيئة متعددة الوسائط.
ويمثل هذا المركز في أبسط صوره، مرفقا ماديا تستخدمه المؤسسات لإيواء تطبيقاتها وبياناتها المهمة وليس بالشيء السهل أو البسيط؛ فكل المواقع الموجودة في الأنترنت يجب أن تكون على خادم موصول بشبكة الإنترنت على مدى الأربع والعشرين ساعة ومن هذا يتبين أن الإنترنت هو عبارة عن شبكة من الخوادم المجتمعة أو مجموعة من مراكز البيانات الضخمة.
تقرير: أطفيله بنت بمب
آخر تحديث :
