خاطرة…/ العربية شجرة اصلها ثابت…/ محمدو احظانا
السبت 18دجمبر 2021 ( الهدهد. م.ص)
يوم 18 كانون الأول دجمبر هو اليوم العالمي للغة العربية.
ومن دواعي السعادة بالنسبة للناطقين بهذه اللغة الخالدة، لغة القرآن الكريم المبينة -علم ذلك من علمه وجهله من جهله- أنها تتقدم تقدما حثيثا في تصنيف اللغات العالمية، على غير ما يتوقعه أحد، سواء من الناطقين الأصليين بها، أو من مستخدميها الجدد. وبالمناسبة هم الأكثر عددا وتحمسا للغة دينهم ودنياهم.
أتذكر أننا في سنة 2006 لما كنت ضمن اللجنة الدائمة للثقافة العربية التابعة لمجلس وزراء الثقافة العرب كانت هذه اللغة تتراوح في تصنيف اللغات بين الرتبة التاسعة والعاشرة حسب عدد من المعايير الإحصائية التي تعتمد دوليا في تصنيف اللغات العالمية. وقد استمرت العربية في التقدم مخلفة لغات عالمية أخرى على أثرها بصمت وثبات أشبه بالمعجزة، حيث نرى الناطقين الأصليين بها يهجرونها بكل إصرار إما بالأمية وإما بإبدالها بلغات أخرى، بينما نرى الإقبال عليها في أفريقيا وآسيا، وحتى في أوروبا وأمريكا إقبالا منقطع النظير.
واليوم، أصبحت اللغة العربية تتراوح بين الرتبة الخامسة والرابعة، في ترتيب اللغات العالمية، والمبهج أنها لاتزال نشطة في تقدمها، حيث تتزايد احتمالات تقدمها -بالمؤشراتذاتها- إلى التمكن في الرتبة الرابعة عالميا، بل والتأهل للرتبة الثالثة بحكم التلهف العالمي عليها، رغم أن الناطقين الأصليين بها يرغبون في فصلها عن العلم المعاصر ويعملون على ذلك من خلال تدريسه بغيرها، وهو أمر لن يستمر إن استمرت حركة التصدر للغتنا الخالدة. لغة الدين والدنيا.
ليس هذا موقفا متحيزا ضد اللغات العالمية الأخرى، لكنه انحياز للغة العربية الرائعة ولواقع لامناص منه في المستقبل.
صحيح أنه لابد من ترجمة المصطلحات العلمية، خاصة بعد أن أصبحت للعلم لغة تخصه، ويمكن أن تستخدمها أية لغة كما شاهدنا في الصين واليابان والهند.. مثلا، مما يعني أنه لابد من جهد يقوم به أبناء اللغة العربية لتحذو حذو الأمم التي نهضت بلغاتها.
وأنا أعتقد جازما أن حلمنا بالنهضة الشاملة خارج لغتنا أمر مستحيل لأنه لم تنهض أمة نهضة شاملة إلا بلغتها.
لماذا؟ لأن اللغة هي تجسيد عقل أية أمة، ولا يمكن أن تنهض أمة دون استخدام بنيتها العقلية العميقة.
كل عام واللغة العربية في تقدم مطرد، وكل عام وإيماننا يتزايد بأن أمتنا لن تنهض بدون استخدامها في كل الميادين، وبترجمة المعارف الإنسانية المتجددة إليها.
فهل من مدكر…؟.