ومضة …/ نظرة على نظرة …./ الشريف بونا
نواكشوط 23يوليو 2021( الهدهد. م .ص).
طالعت اليوم تدوينات لنواب اجمعوا في نظرتهم على مشروع قانون حماية الرموز الوطنية بأنه تكريس للدكتاتورية والعودة بالبلد الى تكميم الافواه وكبت الحريات بعد ان تجاوز البلد بشق الانفس تلك المراحل السابقة…
واجمعوا كذلك على ان من اقنعوا الرئيس واعضاء حكومته بالمصادقة على مشروع القانون انهم بطانة غير ناصحة له ولا تريد له سوى ان يبدأ في بناء المزيد من السجون لأن المواطن لن يقبل الرضوخ لهذه الاجراءات التي تحد من حريته وتحمي المسؤول من التعبير له عن سوء اعماله اتجاه الوطن والمواطن على حد تعبيرهم.
إن نظرة هؤلاء النواب لمشروع قانون حماية الرموز ذكرتني بحديث لي سابق مع والي نواكشوط وحاكم مقاطعة لكصر في دار الشباب القديمة قبل انطلاق امسية رياضية انذاك ..
لقد كلفتني الوكالة الموريتانية للانباء بتغطية تلك الامسية الرياضية وقبل نزولي من سيارة الاجرة انتزع شاب هاتفي من يدي وسابق الريح به، وعندما حاولت مطاردته امسكني آخرون مشهرين اسلحتهم البيضاء مطالبين بالرجوع وترك المنتشل فعدت ادراجي حفاظا على مهجة نفسي ..
فتوجهت الى قاعة الاستقبال لأجد فيها الوالي وحاكم لكصر والعمدة وبعض المسؤولين الرياضيين فسردت عليهم ما تلقيته عند باب المدخل فكان ردهم” احمد الله على سلامتك من سلاح اللصوص ، فبعض الشر اهون من بعض”.
فجرني الحديث معهم على طرح فكرة تتعلق باستغلال قدرات السجناء البدنية بتوظيفها في الزراعة فكان ردهم ان منظمات حقوق الانسان تعتبر ذلك نوعا من انتهاك حقوقهم وتحارب الانظمة التي تمارسه عليهم ..
فيتضح من هذه الواقعة أن حقوق الإنسان والديمقراطية يحميان المجرم ويحاربان العدالة ومنع انصاف الظالم من المظلوم .
فمن وجهة نظري أن الامر ينطبق تماما على نظرة هؤلاء الذين انتخبهم الشعب للذود عن حقوقه فإذا بهم يدعون لتكريس الاعتداءات اللفظية على رموزه الوطنية ويحاولون من خلال تدويناتهم الوقوف الى جانب ثلة قليلة تسعى لإثارة النعرات ونفث السموم عن طريق الاعتداءت اللفظية على الرموز الدينية والوطنية التي من واجبنا جميعا ان نعمل على حمايتها في اطار القانون و ضمان حرية التعبير كما نص الدستور البلد على ذلك..!!