رأي حر../لايشبه أحد أحدا..!!
( الهدهد . .ص.ما زال اليقين القوي يحدو الكثيرين بأنه لا أحد مطلقا يشبه الآخر ولو تقاسم معه بعض الصفات والميزات وحتى مسارا حياتيا. وإن الأمر لعلى هذه الحال منذ بدء الخليقة إلى يوم الناس هذا، فحتى الأنبياء والرسل والأباطرة والملوك والرؤساء والمفكرون والكتاب وفي كل صنف من البشر، لم يشبه أحد منهم أحدا على مر العصور والحقب وحتى في صنع البنان (بلى قادرين على أن نسوي بنانه)، وما أراد آخر أن يشبه غيره أو يكون نسخة منه إلا كانت له غريزة التميز وإرادة التفرد بالمرصاد تهب بعد حين لتكسر فيه تلك الرغبة وتحولها توقا إلى التفوق بعد التحرر منها.
وبالطبع فعلى هذا جبل الإنسان ومثله الحيوان “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚمَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ”، فلا أسد يشبه أسدا في البطش والهيبة والقدرة على الحماية وتشكيل الجماعة بين أضلاع العرين.
وإن النبي هارون عليه السلام، الذي استجاب الله لرسوله وكليمه موسى فأطلق به لسانه وشد أزره، لم يشبهه في الحزم والشدة وقد تعرض لجره بلحيته معاتبا إياه، على عبادة قومه للعجل الذي صاغه السامري من ذهبهم، بعد أن تركه عينا عليهم وذهب لتلقي أوامر الله.
من هنا كان لا بد من التذكير بضرورة الكف عن إضاعة الوقت بالتمادي المرسل على عواهنه في تكرار أسطوانة أن المرشح محمد ولد الغزواني صناعة ولد عبد العزيز وبيدقه في لعبة شطرنج رئاسيات خرجت على المأمورية الثالثة التي أصيب الدستور فيها بعقم منع ولادتها ولو بقيصرية وهمية.
وبالطبع فإنه لا يمنع الكف عن هذا الاتهام الجزافي، الذي لا يستقيم لاستحالة تشابه الرجلين في الجبلة، من التذكير بأنهما تقاسما عديد الصفات والمميزات والرؤى على مدى فترة طويلة وخلال مشوار عسكري مشترك وطدته فيما بعد السلطة وحكم البلد تحت نظام دام أكثر عشرة أعوام، عامل مؤازرة ودعم من جانب الرئيس للمترشح من ناحية، وللتعبير عن التقدير والاحترام من ظرف الأخير للرئيس المؤازر المنتهية رئاسته بحكم الدستور من ناحية أخرى.
ولا ينفي هذا الموقف الشخصي الذي تمليه الأسباب الموضوعية المتقدمة أن لكل منهما شخصيته المستقلة التي صنعتها طبيعة التربية وبيئتها المجتمعية، والعوامل النفسية المختلفة التي يعلمها العارفون بهما من حيث التباين الشديد في أهم مميزات طباع النفس البشرية وتركيبة الشخصية الكاريزمية وبناء وتصريف الفعل التعاملي في العلاقات البشرية؛ لكل منهما خصوصيته في المرونة، والتكيف وتقبل المساومة عند توجيه أفكار معارضة، والتفاعل مع المجتمع، والبعد عن الجدال، والانخراط مع الأصدقاء وغير ذلك مما لا يمكن التماهي فيه مطلقا تحت أي طائل نفسي أو تربوي أو فكري.
ولكن من الملح، والوقت يمر بسرعة، وحتى يكون الإخلاص للعملية الانتخابية الوشيكة في محله أن ينصب الاهتمام إلى إطلاع الشعب بشكل مكثف ومضطرد على:
– خباياها،
– ومجريتها،
– وحيثياتها،
بوضوح وتجرد وحساب دقيق ومترفع لتحقيق التوازن ودعم الاستقرار والدفع إلى الشفافية وحصول الاقتراع بأمان، كما يلزم، من باب الأخذ بكل ذلك والسعي إليه، أن يتم التركيز على البرامج التي عرضها المترشحون الستة وقد تفاوتت في الأولويات مع التقاطع في الاهتمامات المتشابهة، وأن يدفع كل إلى مناصرة مرشحه دون المساس بالآخرين.
ولقد ضاق الوقت على غير العمل على تمرير برامج المترشحين ورص الصفوف وتعبئة المناضلين والمناصرين لاستعداد ليوم الفصل.