أ. عبد القادر أحمد يقول : المجتمع المدني يلعب دورا في تعزيز خدمات الحكومة الصحية …!!
نواكشوط 30يونيو 2021( الهدهد. م .ص)
يتناول الخبير في مجال الصحة ورئيس مكتب دراسات الاستاذ عبد القادر ولد احمد في الحلقة الثالثة والاخيرة من المقابلة التي أجراها معه موقع “الهدهد . م.ص” أهمية دور المجتمع المدني في تعزيز جهود الحكومات للولوج بالخدمات الصحية الى المواطن الذي يحتاجها وتمنعه وسائله المادية من الوصول إليها.
ركز على ضرورة الألتزام بالإجراءات الصحية الاحترازية بشكل عام ، وفي التعاطي مع هذه الجائحة التي أرهقت اقتصاديا واجتماعيا الدول الغنية ؛ فما بالك بالدول الفقيرة، خاصة تلك التي لم تتعود على مواجهة هذا النوع من الكوارث.
سؤال: تتحرك في الساحة جمعيات ومنظمات من المجتمع المدني يرتكز معظم نشاطها في قطاع الصحة ما هو تقييمكم لدور المجتمع المدني في هذا القطاع ؟
عبد القادر : يعتبر العمل الجمعوي مكملا لدور الحكومات وقد انتبه العالم إلى هذه الحقيقة وبادر إلى إعطاء مجال للمجتمع المدني وأطره ودعمه لكي يقوم بالخدمات التي لا يستطيع الجهاز الحكومي أن يقوم بها أما لعجزه عن الوصول إلى المستفيدين جغرافيا، وأما لأسباب تتعلق بصعوبة الولوج المادي لهذه الخدمات وارتفاع تكلفتها وضرورة إشراك الفاعلين الآخرين في التكفل بها ..
أما في بلادنا فإن العمل الجمعوي شابه ما شاب كل الأعمال التطوعية والخيرية فقد دخله الكثير من الناس دون ان يضع كل من ينضوي تحت لوائه في الحسبان أنه مجال بذل وعطاء وتضحية وليس مجال كسب وتربح وتجارة فانحرف عن اهدافه…
أما الرخص الممنوحة للمنظمات والجمعيات فتوجد بالآلاف في كل المجالات وفي مجال الصحة هناك جمعيات كثيرة غير فاعلة أو غير مفعلة، وهناك جمعيات وطنية متخصصة فاعلة تعد على رؤوس أصابع اليد ، لكنها تتعرض لمنافسة بشكل قوي من المنظمات الدولية التي لا تترك لها أي هامش للعمل الجمعوي تتحرك فيه ، خاصة اذا كان الأمر يتعلق بانتقاء انشطة المشاريع الممولة من الخارج.
فهذه المنظمات الدولية كأنها انشئت أو جاءت لكي تحصل على هذه التمويلات وتذهب بها الى خارج الوطن، يحصل هذا للأسف بتمالئ أو عجز من المسؤولين الوطنيين الذين أوكل لهم تسيير هذه المشاريع والبرامج..
لا شك أن هذه المنظمات الوطنية تعاني من اختلالات وظيفية وبنيوية ومن نقص في الموارد البشرية والمادية، لكن ذلك راجع إلى غياب التأطير ورعاية العمل الجمعوي الوطني ..
فأحيانا يكون مسؤولوا البرامج والمشاريع عندهم بعض الشخصيات المرخص لهم لجمعيات ويحاولوان أن ينفذوا بعض الأنشطة عن طريقهم باسم منظماتهم وهذا هو الفساد بعينه وتحريف أهداف البرامج عن مسارها ..
اما تقييم عمل هذه الجمعيات فيحتاج الى دراسة موضوعية تظهر جوانب الاختلالات الوظيفية والمشاكل التي تحول دون إشراكها بشكل فعلي.
ومن الملاحظ ان هناك بعص الجمعيات الرائدة التي تقوم بأدوار مهمة رغم شح وسائلها ، بينما توجد منظمات أخرى ترعاها جهات أجنببة أو عندها تسهيلات من المسؤولين لا تقوم إلا بتبرير الأموال المنهوبة وكسب الوقت واستنزاف الموارد الوطنية.
سؤال: بعد تقاعدكم عن العمل في قطاع الصحة هل تنون خلق اطار تستثمرون فيه ما تراكم لديكم من خبرات خدمة للوطن والمواطن ؟
عبد القادر : بالنسبة للأستمرار في لعب دور بعد الإحالة للمعاش اعتبر أن الإنسان ما دام حيا يجب عليه ان يواصل غرس “الفسائل”، وأن التقاعد ليس إلا تغيير المقعد في القطار.
فالشباب يجب ان يأخذ مقود القطار وغيرهم عليه ان يتحول إلى المقاعد الخلفية ويساعد في السير المضطرد والمنتظم لقطار التنمية الذي لا يتوقف.
فبالنسبة لي لم يتغير أي شيئ قمت فورا بفتحت مكتب دراسات ، وواصلت العمل مع المجتمع المدني والجمعيات التطوعية نعالج الناس نرشدها ونؤطر المبادرات وندعم الفاعلين ومن أهم ما كنت عاكفا عليه في هذه الفترة الإسهام في بعض المشاريع الاستراتجبة وهو العمل مع اذاعة موريتانيا لوضع تصور لمحطة للصحة والسكان.
كما انني بالتعاون مع آخرين فتحنا مركزا صحيا في مقاطعة تيارت بولاية نواكشوط الشمالية نقدم فيه خدمات مجانية تشمل تخصصات طبية مهمة هذا بالاضافة الى مواصلة تكوين الأجيال في المدرسة العليا لعلوم الصحة …
سؤال : بما ذا ترشدون المواطن للمحافظة على صحته ،خاصة بعد ظهور كورونا في البلد مارس 2020 ؟
عبد القادر : إن الإرشادات
الصحية أهمها هو :
١. تقييم الأخطار عن طريق البحث وجمع المعلومات الخاصة بالوقاية من الأمراض وترقية مسلكيات صحية وترسيخها في الأسرة.
٢. العمل على تنمية عادات غذائية سليمة مبنية على التوازن الغذائي دون إفراط ولا تفريط، تكون هذه العادات مبنية على قواعد علمية صحيحة.
٣. العمل على خلق ثقافة للنشاط والرياضة يتماشى مع سن الشخص وطبيعة عمله ومستوى معيشته وطريقة غذائه .
٤. العمل على تسيير الوقت وتقسيمه إلى وقت عمل وراحة وترفيه.
٥. بالنسبة لوباء كورنا المستجد ١٩ لابد دائما من التذكير بالإجراءات الأحترازية الأساسبة من ” نظافة لليدين والمحيط واستعمال للمطهرات وابقاء مسافة حاجز مكاني بين الاشخاص، واستعمال الحاجز الميكانكي الكمامة أواللثام والإقبال على التطعبم خاصة للفات فوق ٤٠ سنة وأصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن”…!!
والله ولي التوفيق.
أدار الحوار : الشريف بونا