آمنة ديون تقول : سنعمل بالإرادة حتى تتبوأ الصناعة التقليدية والحرف مكانتها…!!
نواكشوط 07 مايو 2021 ( الهدهد .م .ص)
وفر الصانع التقليدي منذ قرون خلت للمجتمع الموريتاني حاجياته من كل الآلات التي تساعده على الإنتاج والدفاع عن النفس ومستلزمات المنازل وادوات التعليم وحفر الآبار وحلي النساء .الخ.
وقد وفر بعبقريته ومهارته كل هذه المنتوجات الضرورية لحياة المجتمع الموريتاني بوسائله البدائية التي ظل ينتقل بها في حله وارتحاله مع سكان بلد كانوا رحلا ينتجعون في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها بحثا عن الكلأ لإنتجاع أنعامهم التي هي مصدر رزقهم في ذلك الزمن .
وعندما انتقل المجتمع من البداوة إلى المدنية وطرح عصى الترحال بدأت منتجات المصانع الأوروبية تغزوا أسواقه وتغير عقليته في استخدام منتوجات صناعه التقليديين التي تناقص الاهتمام بها شيئا فشيئا إلى أن تخلى عنها بشكل نهائي .
ومع ذلك قيض الله لهذا المنتوج التقليدي من يدركون أهميته ويتشبثون بالتمسك به والحث على إعادة الاعتبار له ،ومن بين هؤلاء رئيسة الجمعية المورينانية لترقية الصناعة التقليدية السيدة آمنة بنت ديون.
وفي سياق ادراك موقع الهدهد لأهمية الصناعة التقليدية في ماض البلد وضرورة العناية بها في حاضره والبحث عن انجع الوسائل لتتبوأ مكانتها في مستقبله …أجرى مقابلة مع رئيسة الجمعية لتسليط الضوء على هذه المواضيع :
سؤال : متى تأسست الجمعية وما هي أهدافها ؟
جواب : تأسست الجمعية سنة 2019
أما مايتعلق باهدافها فهي بإيجاز مترجمة في اسمها “ترقية الصناعة التقليدية والحرف” .
سؤال : كم عدد المنتسبين للجمعية ، وماهي شروط الانتساب؟
جواب : ينتسب للجمعية عدد كبير من الجمعيات والافراد العاملين والمهتمين بهذين الحقلين الصناعة التقليدية والحرف ، حيث أصبح عدد المنتسبين يناهز الخمسمائة منتسب وهذا العدد قابل للزيادة، أما شروط الانتساب للجمعية فهي مبسطة تماما ولا تتطلب أكثر من اقتناع الشخص بالألتحاق بها ودفع اشتراك رمزي جد يختلف باختلاف الادوار . والهدف لدينا من اخذ هذا الاشتراك الحصول على موارد تساعد في تسديد راتب الحارس وايجار المقر وبعض الأمور الضرورية الأخرى .
سؤال : كانت الصناعة التقليدية في فترة من تاريخ البلد حجر الزاوية في توفير حاجيات البلد من الإبرة إلى أنواع الأسلحة القتالية مرورا بمستلزمات تأثيث المنازل …فكيف تتعايش مع غزو ادوات المصانع الحديثة.؟
جواب : أظهرت الصناعة التقليدية صمودا قويا أمام منتجات المصانع الحديثة. فالصناعة التقليدية مازال يعيش تحت مظلةدإنتاجها ما يزيد على 30000 الف ممارس إضافة إلى اولئك الذين يمارسونها كهواية ، الحقيقة أن هناك بعض المواطنين الذين ما زالوا يفضلونها على منتجات المصانع الحديثة ،ورغم محدودية مشترياتها ماتزال الصناعة التقليدية صامدة وحاضرة في الكثير من مساكن الاسر الموريتانية .
فلو حظيت بحيز كبير من اهتمام المواطن ودعم فعال من الحكومة لكانت أكثر قدرة على المنافسة، حيث نلاحظ أن بعض منتجاتها مازالت موجودة ومستخدمة مثل ” لكشام وارحال ،ولكربه، وحلي النساء الخ ..” .
ومع شراسة المنافسة فالصانع التقليدي مازال يبتكر ويبدع ويحاول جاهدا تطوير إنتاجه بمحاكاة المنتجات التي تستقطب اهتمام المواطن في عصرنا اليوم.
سؤال: جبحة عريضة من المجتمع الموريتاني كانت الصناعة التقليدية مصدر رزقها فماذا عن انعكاسات منافسة المنتوج الخارجي على حياتها؟
جواب : لا شك أنه في جميع مجالات الحياة هناك منافسة شرسة بين المتصارعين نتيجة لقوة التنافس ومن المؤكد أن هناك عدد كبير يمارس الصناعة التقليدية والحرف ومتأثرون بغزو منتجات المصانع الغربية، كما أنهم متأثرين كذلك بمنتجات الصناعة التقليدية المشابهة في المنطقة، فهناك منتجات جيدة صنعت بأيدي موريتانية هي الآن مسجلة “كمركات” في الغرف التجارية العالمية باسم الصناعة التقليدية المغربية والجزائرية ويعود ذلك إلى غياب سلطة الرقابة عندنا وعدم منح اهتمام أكثر لمنتجات الصناع التقليدية وحمايتها من القرصنة .
ومما لاخلاف فيه أن هذه المنافسة ستقلل من فرص بيع المنتجات، وتقلل كذلك من فرص مشاركتهم في المعارض الدولية، كما أنه سيقلل من وجودهم في الميدان اللائق بهذه المنتجات، لكن مع وجود مواصلة درب المطالبة بالحقوق وبتغيير أوضاع الصانع التقليدي ورديفه الحرفي، سياتي لا محالة اليوم الذي يكون فيه المنتوج المحلي محميا من القرصنة ويصبح وبضاعة قابلة للتسويق..
صورة من الارشيف لشبكة CNN
سؤال : الصانع التقليدي يتمتع بذكاء رفيع وجودة في الابداع والأقتراع هل في إطار خططكم لترقية الصناعة التقليدية والحرف جانبا يتعلق بتوجيه طلب للحكومة بتكوين اجيال من شباب هذه الشريحة للاندماج في الصناعة الحديثة من خلال إنشاء مصانع ولو تجريبية؟
جواب : من اول الأنشطة التي قامت بها الجمعية إبراز ذكاء الصانع التقليدي وذلك من خلال تنظيم مهرجان الصناعة التقليدية في الخامس من ابريل 2019 ولاول مره.وكنت قد اكدت في خطاب الافتتاح على المطالبة بخلق مركز للتكوين في مجالات الاختصاصات المتنوعة المتعلقة بالصناعة التقليدية فمن هذه المجالات على سبيل المثال لا الحصر “صناعة الجلود , والخشب، والمجوهرات الخ..”.
ولدينا في هذه المجالات كادر بشري بتجربة 20 سنة، وما ينقص البلد هو فتح مراكز لتكوين العاطلين عن العمل في هذه المجالات لتنمية خبراتها بغية خلق منتجات منافسة وهذا هو ما نحتاجه بإلحاح.
سؤال : المصانع الأوروبية حققت لدولها نهضة اقتصادية ، خاصة تلك المتخصصة في صناعة الأسلحة ، وحسب معلوماتي هناك من الصناع التقليديين من يمتلك القدرة على على صناعة أنواع من الأسلحة هناء متطورة ..لماذا لا تحاول الجمعية استغلال هذه المواهب؟
صورة من الارشيف
جواب : لقد فكرنا في الجمعية بخلق جائزة “امهر يد” بالتعاون مع جهة نواكشوط، وكان مقررا تنظيم حفل لتسليمها في الثامن والعشرين نوفمبر الماضي لكن ظروف جائحة كفيد حالت دون ذلك.
وقد قامت الجمعية بعدة انشطة أظهرت فيها مهارة الصانع التقليدي والحرفي حيث انهما يمتلكان مهارة عالية وقدمنا كنموذج في تلك التظاهرة صانعا تقليديا يصنع الأسرة للطب تزامنا مع إغلاق الحدود بسبب الموجة الأولى من كوفيد 19 , في المركز الثقافي لجهة نواكشوط.
كما قمنا في الجمعية بأهم حدث حضره معالي وزير الثقافة والصناعة التقليدية سابقا الدكتور سيدي محمد ولدالقابر تمثل في نشاط خاص بالاسكافيين المتخصصين في صناعة الأحذية والحقائب المدرسية واليدوية من الجلود وبجودة عالية، وعلى هامش النشاط تقدمنا إلى الوزير بطلب يتعلق بإنشاء مصنع للأحذية وتبنى تلك الفكرة وقدمنا له تكاليف الدراسة المتعلقة بذلك ، لكن عندما غادر القطاع توقف المشروع وبقى إلى حد الساعة في المرحلة التي تركه فيها ؛!ففي فترته أبدى الوزير السابق اهتماما كبيرا بتنمية وتطوير الصناعة التقليدية، حيث كنا نعمل معه على تنظيم النسخة الثانية من مهرجان الصناعة التقليدية 2020 والى حد الساعة مايزال تنظيم هذه النسخة هو الآخر في مكانه.
لا يخفى عليكم أن الجمعية حديثة العهد لم يتجاوز عمرها سن الفطام وبالتالي فلا تتوفر على الوسائل المادية التي تمكنها من استغلال هذه المواهب مع العلم انها مواهب قادرة على صناعة أنواع جيدة من الأسلحة وقادرة أيضا على صناعة الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وبوجودة تفوق صناعة الآخرين ، غير أن هذه المواهب للأسف ماتزال مغيبة وليست مشركة .
ونحن في الجمعية لن ندخر جهدا في تحقيق طموح أصحاب المواهب وسنسعى في البحث كما قلتم عن الحصول على مساندة الحكومة على انشاء مصانع يتنافس الصناع التقليديون فيها بمهاراتهم وذكائهم في خلق صناعة تحويلية حديثة ..
سؤال : المرأة الصانعة التقليدية كانت كشقيقها تتمتع بموهبة ومهارة في صنع مستلزمات المنازل اين هي وضعيتها اليوم بعد تقليص المصانع الأوروبية لدزرها؟
جواب :. لا شك أن المرأة بشكل عام كانت صانعة تقليدية في خيمتها التي تنشيها من عزل الوبر والكثير من أدوات منزلها وجرى لها من التأثير ماجرى للرجل وان كانت هي أعمق تأثيرا
فالمراة عندنا لا ترغب إلا في كل ما هو مستورد ويرجع ذلك إلى غياب الروح الوطنية من مجتمعنا واقصد بذلك أن تكون هناك رقابة على عدم استيراد المواد التي تستطيع المرأة إنتاجها محليا بغية تشجيعها على مواصلة الانتاج المحلي وكمثال عل ذلك مصنع الزرابي الذي يشغل عددا من النساء المطلقات والمتسربات من المدرسة..
ومن هذا المنبر أوجه تحياتي الى مديرة مؤسسة النسيج السيدة فيفي منت افيجي على دورها وصمودها على مواصلة هذا المشروع النسوي الهام؛ فانتاج هذا المصنع من الزرابي يتستهوي بجودة صناعته من يشاهده من من الدول المجاورة وفي محيطنا الإقليمي..
سؤال : ماهي العلاقة بين الجمعية وغرفة الصناعة التقليدية والحرف ؟
جواب : من الطبيعي أن تكون العلاقة موجودة لكن الغرفة السابقة اتصلنا بها ورفضت التعامل معنا عندما عرضنا عليها انشطة أردنا تنظيمها تدخل في صميم ترقية الصناعة التقليدية والحرف .
أما الغرفة في تشكلتها الجديدة فهي في بداية استلامها لمهامها وسنحاول التعاون معها خدمة لهذا القطاع المحتاج إلى توافر جهود الجميع من غرقة منتخبة وجمعيات ومنظمات وأفراد وسلطات لوضعه على سكة التنمية التي هي الغاية .
سؤال : هل تحظى الجمعية بدعم مادي ومعنوي من قطاع الثقافة والصناعة التقليدية وهل لديها شراكة مع جهات أخرى ؟
جواب : أما في مايعني الدعم من طرف الوزارة الوصية فلم يتحقق لنا ففي عهد الوزير السابق سيدي محمد ولد محم قمنا بتنظيم المهرجان وطلبنا دعمهم لكن لم نحصل على ذلك لكنهم ارسلوا لنا مدير الصناعة التقليدية لافتتاحه .
وكان لدينا بصيص أمل في الوزير السابق سيدي محمد ولد القابر فعندما غادر القطاع لم نجد أي اهتمام وحتى لقاء مع المسؤولين في هرم القطاع
ونذكر هنا بانا قمنا بتنظيم نشاط هام يتمثل في دورة تكوينية لأكثر من أربعين امرأة في خياطة ملابس الرجال بالتعاون مع جهة نواكشوط التي أشرفت معنا على تنظيم هذه الدورة التي حظيت بإشراف رئيسة جهة نواكشوط السيدة فاطمة بنت عبد المالك على افتتاحها مع توفير مكائن الخياطة وافتاح مركز ها الثقافي لاحتضانها حتى تخرجت الدفعة الأولى متعهدة بمواصلة هذا الدعم حتى يتم تكوين 400 امرأة ما بين مترسبة من المدرسة ومطلقة وعاطلة عن العمل على مهنة توفر لها العيش الكريم في وطنها..
وبكلمة واحدة فهذه الجمعية الوحيد ة التي تقوم بأنشطة ميدانية في شتى مجالات الصناعة التقليدية والحرف ما يزال القطاع شبه متجاهل لدورها، ربما يفسر ذلك بصعوبة الظروف العالمية إلا أن املنا كبير في الحصول على شراكة متميزة مع هذا القطاع ومع شركاء من خارجه محليين ودوليين ويدنا ممدودة للجميع.
سؤال’: هل من كلمة أخيرة توجهونها إلى المنتسبين في الجمعية ومن خلالهم الى الشركاء؟
جواب : اتقدم بالشكر إلى جميع المنتسبين في الجمعية واقول لهم أنها ستظل حريصة على كسب ثقتهم وصامدة بدعمهم أمام كل التحديات حتى تتجاوزها بتحقيق أهدافها المنشودة .
كما أتقدم بالشكر إلى الشركاء خاصة جهة نواكشوط ورئيستها ، والسيدة فيفي بنت افيجي واشكر أيضا الشركاء في” جمعية الگلات المغربية”, وكذلك الشركاء في” الجمعية التنموية في السمارة” برئاسة الأستاذة محمودة ، وجميع المنتسبين في الجمعية الموريتانية لترقية الصناعة التقليدية والحرف الذين التحقوا بالجمعية بروح القناعة وسلوك الأنضباط .. .
أجرى المقابلة : الشريف بونا