الترجمة الثانية : شذرات من حياة بعض أعلام موريتانيا…/ د . أحمدو ولد آكاه
نواكشوط : 10فبراير 2021 ( الهدهد. م.ص)
الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البر تلي الولاتي:
نسبه: هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الصديق بن أبي عبد الله محمد بن الطالب علي بنان البرتلي.
مولده ونشأته :
ولد “البرتلي” سنة 1140هـ في مدينة “ولاته” حيث فتح عينيه في جو ملؤه العلم والتعلم، و من المفترض أن يكون ألم بمبادئ: العقيدة الأ شعرية، والفقه المالكي، والتصوف السني، خاصة أنه سليل أكابر الأفاضل كان والده شيخا عابدا مثل جده المتصف بالصلاح والزهد.
دراسته وشيوخه:
أخذ “الطالب محمد” التوحيد عن “الطالب أحمد بن عمر بن الوافي المحضري” ت1174 هـ ، وسمع الرسالة من “الطالب الأمين بن الطالب الحبيب الحرشي” ت1173هـ ، كما استفاد من “عمر مم المحجوبي” ت 1201هـ حيث أخذ عنه ألفية ابن مالك ولاميته في الصرف والآجرومية.
تصوفه وفضله :
أخذ “البرتلي” الطريقة الشاذلية عن “مولاي عبد المالك بن مولاي عبد الله الركاني” ت1207 هـ فكان شيخا في السروالعلانية، وكان نابذا للدنيا وراء ظهره؛ لا يأخذ منها إلا ما يجعله في الكتب، فقد جاءه رجل من عشيرته يوما فأخبره بناقة له في البادية أصابها من الزكاة فجعل الرجل يشتريها فأخذ ثمنا قليلا بخسا في الناقة، وهي حينئذ لا يؤخذ مثلها إلا بكثير من المال فرضي الشيخ قال له تلميذه ألم تعلم أن مثلها ثمنه كذا وكذا وكذا؟، قال يابني قال رسول الله ـ صل الله عليه وسلم ـ: “عليك بالسوم الأول”.
وإني ما رأيت أحدا أورع منه قط، وكانت عبادته كلها خفية… وكان كثير التبارك: يحكى أن بعض أصحابه كان يقرأ معه ليلة عند النار إذ بعود من الغضا، فتعجب من صحة العود، فقال :ما شاء الله لاقوة إلا بالله، قال له في ذلك، فقال أخاف أن يطير من العود شيء فيضرب أحدنا، وكان إذا كتب ورقة نظرها وقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
وقد وصفه تلميذه “الشيخ بن الطالب الصغير” بأنه الصوفي المتخلق ولي الله تعالى العارف به الأوحد… المتفق على علمه وصلاحه وهديه، من الأفراد العالية في فنون الشرع وصلاح الأحوال، شيخ الإسلام الذي له القدم الراسخ والرحب الواسع في كل مشكل، حامل لواء السنة ومدحض البدعة، ذو الكرامات والاستقامات سيف الله على ذوي البدع… معدن الصدق والعلم، وزناد الفهم، وكيمياء السعادة… وكان ذاجاه مهابا مطاعا إذا خرج في المسجد لايمر بقوم إلا قاموا بوجهه ليضعوا أيد يهم على رأسه.
وقد وصف “المختار ولد حامد” صاحب الترجمة في جزء الثقافة من موسوعته فقال: إنه العلامة الحجة النحوي اللغوي البياني العروضي الفقيه الأصولي المجتهد المحدث المؤلف…”.
آثاره ومؤلفاته:
1 فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرر: ترجم فيه لنحو مائتين 200 من أعيان قطره الذي يعرف في بعض تسمياته العديدة ببلاد التكرور ـ كما بينا سابقا.
2 شرح على أسماء الله الحسنى
3 شرح على السلم المرونق للأخضري في المنطق.
4 نسب الشرفاء آل مولاي إدريس الولاتيين
5 شرح على أم البراهين للسنوسي.
6 تأليف في علم السر.
7 فتح الرؤوف في معاني الحروف.
8 شروح متفاوتة الحجم على منثورابن آجروم.
9 تأليف في علم التاريخ.
10 أنظام كثيرة، منها نظمه في ندب السواك.
وقد أحسن صاحب الترجمة التي قدمت بين يدي فتح الشكور حيث قال “وفوائده أيضا وتصانيفه كثيرة لا يعرفها إلا من أحاط بكتبه؛ لأنه ممن دفن وجوده في أرض الخمول”.
وفاته: توفي “الطالب محمد” ـ رحمه الله تعالى ـ يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 1219هـ