حملة للتعقيم في مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني
أشرف السيد محمدو حماه الله، مدير مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني للبناء والأشغال العمومية (EETFP–BTP)أمس الجمعة بنواكشوط(مركز التكوين المهني CFPP سابقا)، على حملة للتعقيم ضد فيروس وباء الكوفيد 19، استهدفت أعرق مؤسسة للتكوين والتدريب المهني على المستوى الوطني.
وشدد المدير في كلمة أمام كافة العاملين بمدرسة التعليم الفني والتكوين المهني للبناء والأشغال العمومية (EETFP–BTP) بنواكشوط، على ضرورة التحلي بالمسؤولية والتصدي لانتشار فيروس وباء الكوفيد 19، دعما للجهود التي تبذلها السلطات على كافة الأصعدة، واعتبارا للتوجيهات السامية والنصائح والتدابير الاحترازية التي تبث عبر كافة الوسائل الإعلامية من جهة، وأخذا للكلام الذي يتردد في الدوائر الصحية على محمل الجد من جهة ثانية.
وحث العاملين في المدرسة على المساهمة في عملية التعقيم المقام بها حاليا، والتحسيس بأهمية التقيد بالتدابيرالاحترازية، على أن يكونوا جنودا مجندين ضد هذا الوباء الفتاك سواء تعلق الأمر بالعاملين في الورشات أو في مختلف محطات التكوين بشقيه الأولي والمستمر أو المترددين على المؤسسة من متعاونين وشركاء وعمال في القطاع الخاص وغيرهم.
وقال إن حملة التعقيم ضد فيروس الكوفيد 19، التي شملت المؤسسة والمباني السكنية المحيطة بها، جاءت استجابة للنداءات المتكررة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في أكثر من مناسبة، وكانت بمثابة تحسيس لكافة المهتمين بالتكوين المهني وبادرة يحتذى بها، قد تجعل من مؤسسات التعليم الفني والتكوين المهني منابر للتوعية والتحسيس ضد مختلف الأمراض والأوبيئة التي تعيق تقدم المجتمع أو تعرقل مسيرته التنموية.
وهكذا فإن رجالا مقنعين يرتدون بدلات وكمامات ويحملون بأيديهم أجهزة وخراطيم ترتبط بمضخات محمولة على ظهورهم، انتشروا بكل حيوية واقتدار داخل المؤسسة وبدأوا يرشون مختلف الممرات ويتتبعون المسافات البينية التي عادة ما يركن إليها المتدربون أوقات الراحة.
وأطلقوا بعد ذلك سحبا من أبخرة التعقيم على واجهات المباني وفوق الأسطح، وهرعوا يرشون أشجار الزينة ذات النمو المنخفض التي تنتصب في وسط المؤسسة، والتي عادة ما تستقطب طواقم التدريس والمتدربين أوقات الراحة.
وتصاعدت أبخرة التعقيم فوق الأشجار ولفت زهور نبات الصقلاب والأقحوان وشجيرات الرمان المتناثرة ذات اليمين وذات الشمال، وطالت بألسنتها تصاميم من شجيرات مخضرة محكمة التشذيب، صممت بعناية محكمة ليقرأ من خلالها بوضوح اسم المؤسسة منذ نشأتها، ويحيط بتلك التصاميم سياج من شجيرات ذات نمو منخفض دائمة الخضرة، ينافس أشجار الزينة ويعتبر بمثابة حاضنة للجميع ولشتى أنواع الزهور.
وصدرت الأوامر بعد ذلك لتعقيم الورشات أولا بأول وقد تم رشها بعناية محكمة تبعت أماكن الأنشطة المهنية المختلفة للمتدربين والمكونين على حد السواء، وطالت سحب التعقيم مختلف المعدات واللوازم داخل كل ورشة لتشمل السبورات وعلب الطباشير والأسقف والمصابيح والمعلقات، وحتى العبوات المعدة لمكافحة الحرائق المعلقة بالجدران، شملها التعقيم.
وتوجه الفريق بعد ذلك إلى المرافق العمومية وتم رشها وتعقيمها بإحكام شمل الأبواب والنوافذ ومقابضها والمراحيض وممراتها المختلفة، كما طال مختلف أنابيب المياه والصرف الصحي.
ووصل رجال الفريق في الأخير بأجهزتهم وخراطيم تعقيمهم وأقنعتهم وغيرها إلى بيوت الحراسة، بل وإلى كافة الأسقف أو المباني المحيطة بالمؤسسة، وأمطروها بوابل من سحب التعقيم ليطمئنوا القائمين على الحراسة من جهة على سلامتهم ويرفعوا عنهم الحرج في التصدي للمتدربين الذين قد ينتابهم الإهمال ويتناسون لبس الكمامات أو لايعبأون بغسل الأيدي بالصابون عند منصة الحنفيات المعدة لذلك عند مدخل المؤسسة.
وهكذا فإن مدرسة التعليم الفني والتكوين المهني للبناء والأشغال العمومية(EETFP- BTP) بنواكشوط، كانت سباقة بهذا التعقيم، إلى تجسيد الجهد الجماعي الذي تقوم به كافة الدوائر الحكومية وعلى رأسها وزارة التهذيب الوطني والإصلاح، استجابة منها لتعليمات معالي وزير التهذيب الوطني والإصلاح السيد ماء العينين ولد أييه، وسعيا منها إلى إيجاد بيئة ملائمة لأداء مهمتها السامية في التعليم الفني والتكوين المهني لأهم شرائح المجتمع وأكثره عرضة للضرر بموجب انتمائه في السكن لمختلف الأحياء الشعبية في ولايات نواكشوط بأكملها.
ولم يقتصر دور المدرسة الريادي على هذا الجهد الذي يستهدف مباشرة صحة المواطنين، وإنما أنجزت للتصدي لهذه الجائحة 90 ألف كمامة، 40 ألف منها بالتعاون مع وزارة التهذيب الوطني والإصلاح و50 ألف منها بالتعاون مع المكتب الدولي للشغل(BIT) بنواكشوط، تم توزيع الجميع على كافة مؤسسات التعليم الفني والتكوين المهني على امتداد التراب الوطني، ناهيك عن العدد الكبير من الأجهزة المعدة لتنظيف الأيدي لتلائم المهتمين بالتعليم الفني والتكوين المهني المنحدرين من مختلف الأوساط الاجتماعية، والتي تم إنجازها وتوزيعها هي الأخرى بالتعاون الوثيق مع المكتب الدولي للشغل(BIT) بنواكشوط.