حماية الوسط الطبيعي مسؤولية جسيمة تتطلب الصرامة في تطبيق القوانين
نواكشوط 07 اكتوبر 2020 ( الهدهد. م .ص)
يتزامن اعداد فريق “الهدهد” المكلف بالتحقيقات حول القضايا الوطنية المحلية مع حملة تقوم بها الحكومة لشق الطرق للوقاية من الحرائق بغية المحافظة على المراعي من السنة النار التي تأتي على الاخضر واليابس.
وسعيا من الفريق لتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع الحساس والجوهري في المحافظة على الوسط الطبيعي الذي يهدده زحف الرمال من جهة وانتشار ظاهرة المتاجرة بالفحم الخشبي من جهة اخرى قام الفريق برصد المعطيات التالية :
فزيارة اسواق بيع الفحم الخشبي في نواكشوط تنذر بتهديد حقيقي للوسط الطبيعي وتطرح اكثر من علامة استفهام حول جدوائية القوانين المتعلقة بحماية البئة.
فما تزال مادة الفحم الخشبي تعد في أولويات المواد المستخدمة في المنازل الموريتانية رغم توفر قنينات الغاز ، ويشاهد عابر السبيل استخدامها على جنبات الطريق لتحضير الوجبات السريعة في المطاعم .
ويرى الخبراء في المجال البئي أن إنتاج الفحم بشكل عام يشكل تهديدا خطيرا للغطاء النباتي الذي هو اهم وسيلة لمقاومة التصحر .
وفي وضعية كهذه لا بد للجهات المعنية من اتخاذ جملة من الإجراءات العملية الضامنة لعدم تهديد الوسط البيئي .
ويرى السيد محمد فال محمد سيد وهو أحد باعة الفحم الخشبي أن إنتاج هذه المادة يتطلب جهدا عضليا ووقتا طويلا يبدء بقطع الأشجار وجمع اخشابها واستخدام طريقة فنية لحرقها لتتحول الى امادة فحم، ثم جمعها وتعليبها قبل عرضها للبيع في الاسواق.
واضاف في حديثه مع الفريق أن هذه العملية وأن كانت تشكل تهديدا حقيقيا للبيئة، حيث ان هناك غابات أوشكت على الاندثار يبقى إنتاج الفحم وبيعه يوفر آلاف فرص العمل ولايمكن التخلي عنه دون بديل .
وأشار إلى أن استغلال الفحم يوفر كذلك فرصة عمل لأصحاب عربات الحمير الذين يتجولون في شوارع العاصمة بكميات كبيرة من الفحم يعرضونها على أصحاب المحلات التجارية في الأحياء السكنية فضلا عن ما يوفره من فرص لملاك شاحنات نقل البضائع التي تقوم بنقله من شرق البلاد، الى العاصمة والمدن الاخرى .
ويشتكي سكان العديد من القري من منح الرخص لتجار الفحم لحرق الغابات باخضرها ويابسها دون شفقة ولا رحمة بملاك الارض .
وقد توصلنا في موقع “الهدهد” الى مكالمة هاتفية من سكان بلدية ابلا اجميل التابعة لمقاطعة كنكوصه بولاية لعصابة يطالبون فيها بوضع حد لجماعة في تلك المنطقة تقوم بحرق الاشجار لإنتاج الفحم ، منبهين الى ان ذلك العمل ستكون له انعكاسات سلبية على المراعي التي يهددها أستغلال حرق الاخشاب باشتعال الحرائق فيها.
ويتساءل العديد من المراقبين والمواطنين العاديين حول نجاعة القوانين المتعلقة بحماية البيئة ومنع تدمير ما تبقى من الغابات في المناطق الرعوية بموريتانيا في ظل غياب الرقابة و تزايد قطع الاشجار وحرق غابات كثيفة لإنتاج الفحم .
تقرير :
محمد اعل الكوري