مقلاها: تكتب عن مغادرة وزير الثقافة الخلوق
نواكشوط 10 اغشت 2020 ( الهدهد . م .ص)
غادرَنا في وزارة الثقافة مأسوفا عليه، الوزير الوطني المخلص النبيل الدكتور سيدي محمد ولد قابر، بعد أن حملته إلينا التشكلة الحكومية المستقيلة دون سابق معرفة بشخصه الكريم من قبل، -على الأقل بالنسبة لي-.. وبعد أن جمعتنا به مأمورية عمل قصيرة بقياس الزمن، لكنها عريضة وثرية بقياس حجم الإنجاز المتدثر بلبوس الخلق الراقي…
قد لا يكون من الوارد هنا حصر كل منجزات رجل لاهم له منذ تعيينه سوى العمل على تطوير قطاع متعدد المشارب متشعب المجالات، لأنها ببساطة تشب عن طوق الحصر بالنظر لخصوصية الظرف . وقد يكون من غير المناسب أن نستكثر من مسؤول “مسؤول” إخلاصه في أداء أمانته الوظيفية وتفانيه في خدمة وطن يرى في خدمته بإخلاص أقل الواجب؛ ومع ذلك لا يمكن إلا أن نتطرق بكثير من الإيجاز لحصيلة عام من العمل على تجسيد برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في شقه المتعلق بقطاعنا، وذلك إنصافا لجهود كنا عليها من الشاهدين وإجابة على سؤال مفترض قد يكون: ماذا قدم الوزير “الطبيب” لقطاع الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان وهو يودعه بعد عام من تسييره ؟
في مجال الثقافة والفنون والتراث :
– إنشاء معهد وطني للفنون
– إصدار مجلة ثقافية فصلية جامعة
– دعم وتشجيع الدراما المحلية بالعمل على إنتاج أربعة مسلسلات تلفزيونية وفيلم سينمائي طويل إنتاجه قيد الدراسة
– تنظيم المهرجان الوطني للمسرح بالتعاون مع دولة الإمارات
– استحداث ثلاثة مهرجانات ثقافية كبرى تشرف عليها الوزارة سنويا في داخل البلاد إنعاشا للساحة الثقافية المحلية
– إنتخاب موريتانيا في لجنتين هامتين باليونسكو
– تسجيل خمسة مواقع أثرية موريتانية كتراث إسلامي وتقدم المفاوضات بشأن مواقع أخرى
– إعادة تأهيل وتجهيز المساجد العتيقة في المدن القديمة الأربع
– تجهيز مكتبات جهوية وقاعات للمطالعة في الولايات الداخلية
– رقمنة 300 من المخطوطات القديمة بالمعهد الموريتاني للبحث والتكوين في مجال التراث والثقافة، وطباعة فهرسة للمكتبة والمخطوطات، واقتناء كميات معتبرة من الكتب لصالح المكتبة الوطنية
– ترميم 80 دارا في المراكز التاريخية لأربع مدن قديمه
– دعم المتاحف الخاصة بآدرار ورقمنة عدة مكتبات أهلية بالمدن القديمه
– تكوين وكلاء الجمهورية وعناصر القوات المسلحة والمندوبين المحليين للقطاع حول تجريم الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
في مجال الصناعة التقليدية والحرف:
– إقتناء ثلاثة مصانع مكتملة لصناعة الخزف موزعة على محاور نواكشوط لعصابه وكوركول
– بدء العمل في بناء قرية الصناعة التقليدية في شنقيط
– التحضير لانطلاق المعرض الوطني الكبير للصناعة التقليدية في نواكشوط
– تأسيس أيام وطنية للصناعة التقليدية
– المصادقة على استيراتيجية ترقية صناعة ودباغة الجلود، وإعداد دراسة متعلقة بوحدات صناعية متخصصة في هذا المجال
– تكوين 400 شاب موريتاني في مجال صناعة الخزف في نواكشوط واترارزه ولعصابه وكوركول وكيدي ماغا ولبراكنه والحوضين الغربي والشرقي
– إعداد مخطط إعادة هيكلة للمعرض الوطني طبقا للمعايير الدولية
في مجال الإعلام والاتصال :
– التحسين من مستوى أداء مؤسسات الإعلام العمومية وفتحها أمام مختلف ألوان الطيف السياسي الوطني
– اعتماد سياسة القرب من المواطن لنقل تطلعاته وهمومه بكل مهنية وتجرد
– تجديد الهوية البصرية لقناة الموريتانية وتوسيع نطاق تغطيتها عن طريق إيفاد بعثات إنتاج ونقل حي ومباشر من كل أرجاءالوطن
– تحهيز مكاتب جهوية للقناة في النعمة وكيفه وكيهيدي وأطار ، وبدء العمل رسميا في مكتب النعمه على أن يتم افتتاح باقي المكاتب تباعا في القريب العاجل
– حصول تطور كبير وغير مسبوق في أداء وإنتاج المواد الإخبارية والبرامجية في القناة وباقة قنواتها الفرعية، وإعادة بث موادها على الموجة الترددية FM لتوسيع دائرة الانتشار.
– البث بتقنية HD
– إطلاق ورشات تفكيرية حول الخط التحريري لوسائل الإعلام العمومية
– إنشاء لجنة قطاعية مكلفة بإعداد استيراتيجية لترقية الصحافة
– توسيع نطاق خدمة الموجة الترددية لإذاعة موريتانيا من خلال البرجين الجديدين في نواكشوط وغابو، وإطلاق مسح فني من أجل المرحلة الثانية لتوسيع تغطية الموجة الترددية
– إطلاق التنوع الثقافي للتعليم عن بعد، وإنشاء محطة إذاعية في باسكنو
– تعزيز مكانة التنمية المحلية في الخط التحريري للإذاعات الجهوية
– دعم جو الانفتاح والتشاور وتنظيم 15 منصة تفاعلية تعالج قضايا السياسة والتنمية والقانون بإذاعة موريتانيا
– إطلاق الإذاعة المدرسية عبر مختلف وسائط شبكة إذاعة موريتانيا
– تزويد المحظات الإذاعية في كل من لعيون وروصو ونوايبو بتجهيزات تقنية متقدمة، ويجري حاليا تجهيز ثلاث محطات في اكجوجت وسيليبابي وتجكجه باستيديوهات بث وإنتاج
– تجهيز مركز التكوين والتأهيل المخصص للمحطات الجهوية التابعة لشبكة إذاعة موريتانيا
– إنشاء مصلحة للإنتاج السمعي البصري بالوكالة الموريتانية للأنباء وإطلاق منصات الوكالة على وسائل التواصل الاجتماعي
– دعم الصحف الورقية الخاصة من خلال تحمل الدولة ل85 بالمائة من تكاليف السحب
– الشروع في إجراءات لإعادة تنظيم الفضاء العمومي طبقا للقانون المتعلق بالإشهار
في قطاع العلاقات مع البرلمان
– متابعة المصادقة على 35 مشروع قانون
– إنشاء خلية لتعزيز قدرات البرلمانيين
– الإشراف على إنشاء أربع لجان برلمانية متخصصة ( الطفولة، الصداقة الموريتانية الصينية، الصداقة الموريتانية السعودية، ولجنة برلمانية لدعم المنمين)
بعض جهود القطاع في مجال محاربة كوفيد 19
– إنشاء وحدات إنتاج الكمامات محلية الصنع بدأت بدفعة أولى قدرها ثلاثين ألف كمامه بأيادي حرفيين وطنيين، ثم توالى إنتاج أضعاف هذا الرقم مع تقدم انتشارالفايروس
– إنتاج وبث العديد من المقاطع التحسيسية والإعلانات حول طرق الوقاية
– إنتاج فيلمين تحسيسيين حول مخاطر الوباء وضرورة احترام التوجيهات الصادرة عن السلطات بشأنه
– وضع ملصقات تحسيسية مكبرة على لوحات الإشهار بمدينة نواكشوط، وتوزيع آلاف الملصقات الأخرى
—- وهلم جرا —–
طبعا لست هنا بصدد الحديث عن انفتاح الدكتور سيدي محمد ولد قابر على كل الفئات المشمولة باهتمام الوزارة، من فنانين وأدباء وإعلاميين وصناع تقليديين وحرفيين وغيرهم، وتشاوره الدائم معهم بشكل جماعي وفردي، لأن الخوض في ذلك تحصيل حاصل لن أضيف فيه أكثر مما يشهد به من التقاه من هؤلاء.. كما لن أتحدث عن جانبه الإنساني المعلوم لدى الجميع ، لأنه عمل شخصي لا يدخل في مجال الأداء الرسمي، ولا يسعده الخوض فيه من الأساس.
وإنما سأكتفي بأن أودع بكثير من الود والتقدير رجلا تحقق في عهده كل هذا العطاء وبذل ما في وسعه لتأدية الأمانة على الوجه الأكمل، وأتقدم لمعالي الوزير السيد لمرابط ولد بناهي بصادق التهاني، والأماني بالتوفيق في أداء مهامه الجديدة راجية أن يكون خير خلف لخير سلف، وكلي ثقة وأمل في أن يكمل مسيرة تطوير القطاع ويزيد بما لديه كفاءة وتجربة تسييرية .
مقلاها منت اللليلي