مدير “مشاركة” يقول : العنايه بشباب الأرياف تلعب دورا في تحقيق التنمية المستدامة
نواكشوط 07اغشت 2020( الهدهد)
يلعب الشباب دورا بارزا في حياة الشعوب وتحقيق نهضتها الاقتصادية والثقافية والأجتماعية باعتباره القوة الحية المحركة لعجلة التنمية المستدامة في الدول .
ولئن كان الشباب حجر الزاوية عبر العصور في تغير اوضاع الشعوب ، فإن دور الشباب اليوم في خلق نهضة حديثة في البلد اصبح خيارا لا مفر منه لما يعانيه البلد من حاجة ماسة لخلق نهصة تنموية شاملة تجسد رؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في تقليص الفوارق الأقتصادية بين مكونات المجتمع.
فقد حدد رئيس الجمهورية الأسبق المختار ولد داداه رحمه الله أهمية دور الشباب عندما قال بالحرف الواحد “إن مستقبل موريتانيا ما سيفعله شبابها بها”.
وانطلاقا من الدور الرائد للشباب في الوقت الراهن الذي يتجلى اكثر فأكثر فقد أردنا من خلال هذه المقابلة مع الشاب المعلوم ولد أوبك مدير مشروع “مشاركة” لتسليط الضوء على رابطة الحوار للثقافة والإبداع التي تجسد عملها في مشروع حيوي وطموح هو ” مشاركة “.
وهذا نص المقابلة التي أجريناها معه:
سؤال : حبذا لو عرفتم زوار الموقع على “رابطة الحوار للثقافة والإبداع ” متى تأسست وماهي اهدافها ؟
*ا لمعلوم أوبك / مدير مشروع مشاركة
في البداية نشكر موقع” الهدهد” على هذه السانحة والفرصة المتميزة والتي نعتبرها في الرابطة ومشروع” مشاركة ” أكبر مساهمة في دعم جهودنا الرامية لتطوير واقع شباب الأرياف والمناطق المهمشة بالمدن .
رابطة الحوار للثقافة والإبداع منظمة غير حكومية موريتانية تأسست عام 2005؛ بموجب القانون رقم:64.098 الصادر بتاريخ 9 يوليو 1964؛ والنصوص اللاحقة المنظمة لشؤون الجمعيات وروابط المجتمع المدني ، تحمل التشريع رقم 00983؛ بتاريخ 3 ديسمبر 2007؛ ومقرها الرئيسي العاصمة نواكشوط.
نتطلع في ” الحوار” لمجتمع موريتاني متصالح مع ذاته؛ ومنفتح على الآخر؛ قادر على رفع تحدياته المجتمعية والثقافية والفكرية.
فنحن في الرابطة نريد مجتمعا مدنيا قادرا على التأثير في السياسات العامة؛ واقتراح آليات وبدائل حداثية مبتكرة لإرساء التنمية ومواجهة التحديات.
إن رؤيتنا في الحوار : مجتمع حداثي ومنسجم؛ يوفر البيئة العادلة لإبداع جميع أفراده بدون استثناء.
فرسالتنا : بناء قدرات الشباب الموريتاني ، وزيادة انفتاحه على الفرص وفضاءات المعرفة وتفعيل مشاركته في حلقات التدريب والحوار المدني؛ لإبراز جيل يؤمن بقيم الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ قادر على الاستلهام من الممارسات الفضلى وآفاق التشبيك وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات.
فشعارنا في رابطة الحوار ” بالرؤى تتحقق الرؤية”.
فمحاور تدخل الرابطة : الفن و التنمية – السياسات الثقافية – الحوار والمواطنة — الشباب ”
اما أهدافنا فهي:
ـــ ترقية العمل الشبابي والاجتماعي من خلال تجسيد الحوار كمقوم أساسي .
ــ المساهمة في العمل على تثبيت روح المواطنة والمبادرة الحرة .
ـــ السعي لتحفيز المشاركة لدى الشباب حرصا على مد جسور تبادل الخبرات مع الٱخرين والاستفادة من تجاربهم لكسب المعلومات والمهارات.
ــ خلق بيئة حوارية منفتحة على قضايا الشباب ومحفزة حتى يقود قاطرة عملية التغيير.
ــ تقوية قيم التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف والكراهية والعنصرية انطلاقا من التشريعات الوطنية والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان والحريات ..
سؤال ” الشباب هو العمود الفقري لبناء الدول ونسبة الشباب عندنا لله الحمد مرتفعة في تعداد سكان البلد كيف نوظف هذه الطاقات توظيفا ايجابيا؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة :
يعتبر الشباب اليوم قلب المجتمع النابض وقوامه الأساس التي تتوقف عليه النهضة والبناء والتطور ، بل إن نماء أي بلد مرهون باستغلال الموارد والطاقات الواعدة التي يمتلكها ، ويتوقف ذلك على التوظيف الجيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وخصوصا توفير تعليم جيد وتكوين يتناسب ومتطلبات العصر والواقع ، فكلما استثمرنا في الشباب كنا اكثر سيطرة على توظيف طاقاته إيجابيا .
لقد وعينا في رابطة الحوار مبكرا هذا التصور مما فرض علينا الاتجاه للعمل على تدريب وبناء قدرات الشباب ،ففي الشباب يكمن الحل لأي مشكلة في هذه الدولةاو تلك خصوصا في دول العالم الثالث التي تعرف تضخما الديمغرافيا لفئة الشباب .
سؤال : يتضح من خلال كم الشباب الكبير الذي يشارك في هذه الورشات التكوينية أن رابطة الحوار للثقافة والإبداع ادركت مبكرا أهمية تأطير وتكوين الشباب خاصة في الوسط الريفي وفي احياء القرى المهمشة فما ذا عن تجاوب الجهات الرسمية للتعامل مع هذا المشروع الطموح؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة:
لقد أملى علينا في رابطة الحوار واقع تتبعنا ودراستنا لأوضاع الشباب التوصل لخلاصة أنه وإن كان الشباب في موريتانيا بعمومه يواجه تحديات جمة ، إلا أن المتتبع لواقع الشباب المنحدر من الأرياف والمناطق الهامشية بالمدن يلحظ معاناتهم أكثر من غيرهم , حيث يواجهون تحديات بالغة الصعوبة من بينها لا الحصر :
ــ ضعف الثقة في النفس و انعدام ترسخ ثقافة المشاركة في صفوفهم
ــ غياب برامج تدريبية تستهدف تنمية المشاركة المدنية لدى الشباب في الأوساط الريفية بسبب عدم الاهتمام بهم .
ــ افتقار الشباب في الأوساط الهامشية بالمدن والأرياف للمهارات والخبرات ذات الصلة بالمشاركة.
ــ محدودية المساحة المعطاة للشباب في الأوساط المهشمة والأرياف والنظرة الإزدرائية إليهم .
فهذه الأمور فرضت علينا في رابطة الحوار إطلاق مشروع مشاركة التدريب بدعم من السفارة الفرنسية من خلال مشروع ” فجر ” ، لصالح الشباب في الوسط الريفي وفي الأحياء القروية المهمشة ، اذ نعتبر أننا نتقاطع مع العديد من الجهات الرسمية سواء كانت وزارة أو هيئات استشارية للشباب . وتعاوننا حتمي يفرضه الواقع ، ونعتبر أن الحضور المتميز للجهات الرسمية لافتتاح إنطلاقة المشروع يعكس التجاوب الإيجابي معنا ودعمنا في مشروعنا وهو شيء يذكر فيشكر للسلطات بالبلد ، ونسجل ثقتنا الكبيرة في برنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ، مؤكدين على ضرورة المزيد من الاهتمام بالشباب وخاصة شباب الأرياف والمناطق المهمشة بالقرى وبالمدن .
سؤال : من الملاحظ أن هذه الورشات التكوينية تقتصر على الشباب في نواكشوط ونواذيبو وتيرس زمور هل تنوون توسيع دائرتها لتشمل ولايات أخرى ؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة :
خلال الــ 5 شهور أطلقنا مشروع مشاركة بدعم من السفارة الفرنسية بانواكشوط من خلال مشروع” فجر” مستهدفين الشباب في انواكشوط ونواذيبو وتيرس زمور ، ونتطلع بعد انتهاء هذه المرحلة أن نبدأ مرحلة أخرى تشمل أكثر نطاق خصوصا إذا علمنا أن عدد البلديات الريفية بموريتانيا حوالي 163 بلدية ريفية من أصل 218 بلدية بموريتانيا ، لذا سنعمل مستقبلا على توسيع دائرة المشروع حتى يشمل بلديات ريفية أخرى ، ونتمنى أن نجد شركاء لذلك حتى نسهم معا في تنمية شباب الأرياف وتعزيز المشاركة المدنية لديهم ، وهنا أوجه نداء لواضعي السياسات الحكومية بضرورة إدماج العناية بشباب الأرياف والقرى والمناطق الهامشية بالمدن في السياسات ومنحهم اهتماما خاصا باعتبار أن هذه الفئة تستحق عناية أكبر وبرمجة جملة من المشاريع لصالحها .
سؤال : فما هي أهم المجالات التي سيتلقى الشباب التكوين فيها ،وما ذا عن مشاركة حواء الموريتانية التي هي نصف المجتمع فيه؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة
يسعى مشروع مشاركة لتأهيل وتدريب 90 من الشابات والشباب المنحدرين من المناطق المهمشة بالقرى والمدن والأرياف ، من اجل مساعدتهم على ممارسة العمل المدني والقيام بدورهم داخل المجتمع ، وسنحرص في مشروع “مشاركة ” على استحضار حضور الفتيات وبذلك بالتناصف ، بالإضافة لحضور مختلف الفئات الهشة خاصة ذوي الإعاقة وغيرهم من الفئات الهشة المنحدرين من أوساط الأرياف ، ولعل الشيء المبشر أن نسبة المشاركات في افتتاح أنشطة المشروع فاقت نسبة الفتيات الذكور قرابة 75 % من حضور المناقشات كن نساء وهذا عامل إيجابي جدا على مجالات أنشطة مشروع مشاركة سنجمع بين المناقشات والتدريب والحوارات والنقاشات ، فضلا عن نشر مناشير وكاريكاتير للتوعية بأهمية مشاركة الشباب ، وتدوينات تفاعلية حول هاشتاغ #مشاركة ، لأجل حوار تفاعلي ميداني بين نشطاء التواصل الاجتماعي ، وستتناول ورشات التدريب مواضيع عديدة كآليات التمكين ” والتوعية المجتمعية” وثقافة الحوار مفهوم المجتمع المدني واهم مؤسساته ، و المناصرة والضغط ، وأهم الإستراتيجيات الوطنية والدولية حول دعم وتعزيز فرص المشاركة المدنية للشباب .
سؤال : الفترة الزمنية المحددة للتكوين طويلة 5 أشهر فهل تنوون اصدار توصيات بشكل ممنهج بعد اكتمالها لدخول الشباب في انشطة عملية تمكنه من المحافظة على تعميق وترسيخ المعلومات التي سيتلقاها في الورشات ؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة :
سنصدر في نهاية المشروع وثيقة بعنوان وثيقة نواكشوط للمشاركة المدنية للشباب المهمش وتوقيعها من منظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا الشباب تحقيقا للتبادل والعمل الجماعي لبلورة مواقف مشتركة حول قضايا الشباب عامة والمنحدر من أوساط مهمشة والأرياف ومشاركتها مع الجهات الفاعلة في البلد أحزاب منظمات جهات حكومية ، كما سنؤسس في نهاية المشروع منتدى قادة شباب الأرياف سيعمل على تنفيذ أنشطة لصالح شباب الأرياف ، وسيعمل على أن تشمل أنشطته الــ 163 بلدية ريفية ، ومختلف القرى والمناطق الهامشية بالمدن لتعزيز مشاركة الشباب وبناء قدراته.
سؤال: هل هناك اتفاق بينكم مع الممولين الداعمين للمشروع في خلق فرص عمل للشباب المكون للحد من البطالة بتوظيف طاقاته ؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة.
المشروع في مرحلته الراهنة يسعى لبناء القدرات وتعزيزها لتنمية مشاركة شباب الأرياف ، وفي المستقبل نتطلع على أن لا تتوقف الأنشطة على مجرد تكوين وتدريب حول بناء القدرات ، بل تتسع لأن تساهم في خلق المقاولة الريفية لصالح شباب الأرياف ، في الوقت الراهن الاتفاق البيني منحصر في التكوين والتدريب لتنمية الوعي لدى شباب الأرياف والقرى والمناطق المعزولة بالمدن ، وأعتبر أن نجاحنا في مشروع مشاركة سيسهم لا محالة في التمكن من الوقوف على احتياجات شباب الأرياف مما سيمكن مستقبلا توجيه برامج ذات أثر إيجابي في الأرياف يستجيب لمتطلباتهم.
سؤال : تسعون من خلال هذه المبادرة الشبابية الهامة الى تحقيق تنمية مستدامة في أفق 2030 هل لديكم الوسائل لتحقيق ذلك ؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة :
إن أول خطوة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ، هي وعي الشباب بهذه الأهداف وأهميتها في تطوير البلدان ، بالإضافة للالتزامات التي قامت بها كل دولة وفقا لأهداف التنمية المستدامة 2030 ، فرؤية موريتانيا 2030 منبثقة من هذه الأهداف الدولية ، كلما تم زيادة وعي الشباب بهذه الأهداف مكن ذلك من الدفع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي نرى أنها تبدأ من مشاركة الشباب .
سؤال : هل من كلمة توجهونها للمنظمات والجمعيات الناشطة في مجال الشباب للإقبال على دمج الشباب في الأرياف والاحياء المهمشة في الحياة النشطة؟
* المعلوم أوبك مدير مشروع مشاركة :
نثمن عاليا جهود المجتمع المدني منظمات وجمعيات ناشطة في مجال الشباب ، ونوجه لهم في مشروع مشاركة نداء بضرورة تصميم برامج تدريبية وتكوينية موجهة خاصة لشباب الأرياف والقرى والأحياء المهمشة لتقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وزيادة فرص آمنة للشباب بالأرياف والمناطق الهامشية بالمدن ، فكلما تم تدريب الشباب وخاصة شباب الأرياف كان الشباب أكثر قابلية للتطوع وتبادل الخبرات والتواصل وتحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات لتعزيز دورهم الريادي .
وأعود لأشكر موقع الهدهد على هذه السانحة المتميزة والتي تأتي كدعم لجهودنا في سبيل تعزيز مشاركة شباب الأرياف والأحياء المهمشة.
أجرى المقابلة : التراد محمد