وتر حساس.. مثقفون قبليون حتى النخاع..!
( الهدهد م. ص. )مثقفون خريجو جامعات ومعاهد عريقة عبر العالم، موظفون سامون شغلوا أعلى المناصب وكلفوا بأدق المسؤوليات، مناضلون مخضرمون ومؤدلجون ينتمون لكل تيارات الفكر العالمية، ثم رؤساء أحزاب تصنف في اليسار والقومية والتوجهات الدينية والحقوقية، جلهم مصابون على خلفية النرجسية البدائية في الصميم بفيروس، القبلية والعشائرية والطبقية التراتبية، العصي على كل عقاقير التنوير الذي أنتجته الثورات الإنسانية على الظلامية والجمود الفكري، وكأنما آثروا أن يبقوا “سيباتيين” في الصميم إرضاء لفطرة جاهلية كأداء.
إن القبائل الأقوى تمثيلا في أحزاب المعارضة من خلال زعاماتها بالاسم والوسم، هي أيضا الأقوى حضورا في أحزاب الأغلبية وكأنها العود لظله، تغيب ملامحه وحدة لونه لكنه يظل قدره الملازم في كل الحركات والسكنات والمناورات والهجومات والهدنات والتنازلات والصفقات، أو لكأنه معه كحيوانات البر التي تغطس عنها شبيهاتها بفارق الزعانف في اليم، فلا برا منها ينجو ولا بحرا يخلو.
فكيف لسياسة تدور يزيت القبلية المدور واحتراق المثقف المثلي ألا تركع بلدا وتحجره في غرفة التخلف تحت رحمة سياط الارتكاس.
بقلم : الولي سيدي هيبه