رأي : موريتانيا تسع الجميع… والأجدر بولد بايه أن يستقيل…
لا يخفى على أي مراقب للحياة السياسية ان اصرار الرئيس السابق على اجلاس الشيخ ولد بايه في منصب رئيس الجمعية الوطنية كان الغرض منه تلغيم المستقبل السياسي للبلاد.
في لمح البرق تحول ولد بايه من مرشح للبلدية.. الى مرشح للبرلمان وسخرت كل امكانيات الدولة لإنجاحه..بل ركعت قبائل ..وصودرت بيع واحراث… ونقلت كتائب ..فلماذا ذلك الإصرار الغريب..؟
كان ولد عبد العزيز في مخططاته الحميمة يظن انه سيبقى في السلطة إلى الأبد ..وكان يظن ان ضباط بازيب سيبقون تحت إمرته دائما.
فما ان عاد من سفرته وراحة محارب كما قال بعض مناصريه الغريبة بدأ يفتعل المشاكل والقلاقل..بل رفع عقيرته لنقد الحكم… وحاول الاستيلاء على دفة الحزب..ويبدو انه تواصل مع بعض الضباط …وهذا ما فسر الإجراء الاحترازي يوم الاستقلال.
ان إعاقة رئيس الجمهورية او اغتياله لاقدر الله ..ستجعل الشرعية تتحول فورا لرئيس البرلمان ..وساعتها سيكون بمقدور عزيز العودة للسلطة والترشح مرة اخرى مستندا على سيطرة” البازيب” وتواطؤ رئيس الجمعية الوطنية…لكن شاء الله ان جرت الرياح بما لا تشتهي سفن القراصنة..!
فلهذه الأسباب كان الأجدى بالشيخ ولد بايه ان يستقيل من المنصب الذي لا يريده له عاقل… فمستقبل موريتانيا يجب ان يخرج عن دائرة التجاذب… ورئاسة مثله لهذه البلاد نكبة اضافية لا قدر الله.
كما كان الاجدى به ان يبتلع الغرور المبالغ فيه ويتعامل مع الحقيقة السياسية الماثلة ..بروح رياضية .
لم يفعل ..لكن القرصنة البحرية تكشفت..وتقرير محكمة الحسابات القى عليه بمسؤولية موبقات بولي هوندونغ التي كان يدير العلاقات معها نيابة عن رئيسه.
ستتكشف اشياء اخرى …فالاجدى ان يتوارى بسلام ..ويترك لشعب موريتانيا الحق في اختيار رئيس جديد للجمعية الحالية …رئيس من البرلمانيين دون تدخل من السلطة التنفيذية واتمنى ان يراعي النواب في خيارهم تمثيل من لم يجد التمثيل الكافي في السلطة التنفيذية فموريتانيا تسع الجميع.
ان ابقاء ولد باية في هذا المنصب الخطير امر مستهتر لانه يحث المشتاقين للحكم من ذلك التحالف المفجع ..الى مناغاة الافكار الاكثر جهنمية.
محمد ولد أمين