وتر حساس ..استثناء على خلفية الادعاء ..!
( الهدهد م. ص) ترى ما هو السر في أن الله العلي القدير لم يقيد لهذه البلاد منذ استقلالها، الذي مرت عليه ثمان وستون سنة، رئيسا يؤم صلاة ولا يخطب خطبة ولا يلقي درسا رمضانيا أو محاضرة فكرية، والادعاء مع ذلك على أشده بأن هذه الأرض أرض العلماء وأحفادهم، والألمعيين وذريتهم، والخطباء وبلاغتهم، والمحاظر ودفق تخريجها؟
في المغرب يخرج الملك في شهر رمضان من كل عام بثوب أمير المؤمنين، يؤم الجموع يخطب فيها يوجه ببلاغة الهارفين ويحضر ويقدم المحاضرات، وفي نيجيريا يقدم الرئيس “بابا انكيدا” محاضرات دينية سامية خلال الشهر مشاركا في بث العلم واستخلاص العبر من هذا الالتحام بالمواطنين في فضاء روحاني مشتهى. ومثل هذا الأمر يتكرر في عديد البلدان الإسلامية “سنة” حسنة وعرفانا للإسلام بسداد الخطى في حكم البلدان وبسط العدل بين الرعية.
أما عندنا فالأمر تمنعه عدة أسباب منها العجز العلمي والفكري والانشغال المحموم بجمع متاع الدنيا والانغماس في ملذاتها وبالصراعات على السلطة وتصفية الحسابات ذات الطابع الجاهلي، زاد الأقوياء في ذلك نفاق الحواشي وانكسار الإعلام وجشع النفوس والاكتفاء بكاذب الادعاء وواهي قشور التلميع. فأنى للفصاحة والخطابة والبلاغة وحسن الخطاب الذي يغرف من معين الدين الزلال أن يهدي إلى قيام دولة العدل والإيمان والتواضع؟
بقلم : الولي سيدي هيبه