البلد بحاجة إلى قبضة أمنية قوية …/د. الشيخ معاذ سيدي عبد الله
اطلعت على تحليلات وقراءات متعددة لما وراء التعديلات العسكرية أمس، وتكاد تتفق كلها على زاوية قراءة واحدة وهي العلاقة بين نطام العشرية والنظام الحالي وأثر ذلك في التغييرات المذكورة…
أتذكر أنه وخلال فترة حكم الرئيس الأسبق معاوية كانت الصحف الورقية تتنافس في تحليل ودلالات التعديلات الوزارية، فكان بعض نجوم التحليل يستحضرون الدافع القبلي والجهوي والشرائحي، إضافة إلى عامل الشعبية خاصة بعد زيارة معاوية لإحدى المدن…
وكان للصحافة الورقية مساهمتها في تسويق الوجوه وتلميعها من خلال التنبؤ بتعديل وزاري غير مطروح، أو ذكر الجهود التي قام بها فلان بن فلان خلال زيارة الرئيس الأخيرة …
وكانت معايير الكفاءة والنزاهة المالية تأتي غالبا في مؤخرة سلم التسويق …
ومنذ مدة قصيرة اتخذت ميكانيزمات التحليل معايير أخرى وأضحت الذمة المالية والأخلاقية حاضرة لدى المتابعين و أصبحت الكفاءة ورقة المراقبين التي يلوحون بها عند كل تعيين أو تغيير..
إن هذا التحول في زاوية الرؤية لدى المتابعين ظاهرة تستحق التنويه، وهي نتاج طبيعي لسيطرة الاعلام الجديد واتخاذه أداة رقابية يحسب لها أهل السلطة ألف حساب..
ولكنه أيضا قد يأتي بنتيجة عكسية بسبب حدّه الثاني والذي يصنع من النمور الورقية أسودًا من لحم ودم..
شخصيا لا أعرف شيئا عن الجنرالات والضباط الذين تم تعيينهم أمس، وليس بينهم من تربطني به صلة التهنئة أو المباركة..
ولكني أرى أننا بحاجة لقبضة أمنية قوية تضبط أمن المواطن داخليا وأمن البلد على حدودنا الشاسعة….
لأنه لا تنمية مع المخاوف الأمنية، و لا حياة مدنية طبيعية مع هواجس عدم الاستقرار…
إن مدار التغيير الحقيقي سيكون الطرف المدني، وهو المنتظر منه أن يخضع لمعايير فنية تجعل من الكفاءة العلمية والمهنية آلية اختيار واصطفاء …
الشيخ معاذ سيدي عبد الله