افتتاحية …/ قطف ثمار القمم…/ الشريف بونا

نواكشوط 05 مايو 2020 ( الهدهد. م .ص)

أملت الظروف التي تمر بها شعوب المعمورة جراء انتشار جائحة فيروس كورونا كفيد 19 على قاددة الدول كل على حدة التفكير والتدبر في اتخاذ انجع السبل للتصدي لها بالوسائل المتاحة صحيا وامنيا واقتصاديا .
واذا كانت بلادنا ضمن مجموعة من دول العالم التي تعاني من نقص في منظومتها الصحية وهشاشة في الاقتصاد وعدم وعي مدني لمواجهة هذا النوع من الأوبئة بادرت الحكومة الى اتخاذ حزمة من الاجراءات الأحترازية عندما بدأت الجائحة تتنقل بدون تأشرة دخول الى اقوى دول العالم.
بيد ان حصافة التفكير ووضوح الرؤية لإستشراف المستقبل جعلتا رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني يبادر الى دعوة قادة دول مجموعة الخمس الذي يتولى رئاستها الدورية لعقد قمة عبر الفديو لنقاش الآثار السلبية الصحية والأقتصادية والأجتماعية لهذه الجائحة على حياة المواطنين في هذه الدول، وكيف تتم مواجهة هذه الآثار …؟
فتمخضت القمة عن اصدر قادتها “لإعلان نواكشوط” الذي كان خارطة طريق واضحة المعالم وقاعدة يمكن التأسيس عليها لدعوة الشركاء الدوليين الى فتح حوار يساهم في وضع تصور دولي للعمل على التخفيف من الانعكاسات السلبية لتحديات الكارثة على شعوب دول العالم الثالث التي كانت قبل الجائحة تعاني في اغلبها من المجاعة والامراض والحروب التي ما إن تخمد السنة لهيبها في هذا البلد الا وتشتعل في بلد آخر.
فجاءت دعوة رئيس الجمهورية للقمة الأوروبية التي أشرف على رئاستها المشتركة مع رئيس الاتحاد الأوروبي، حيث استفاض المشاركون فيها خلال نقاشهم للتطرق الى جوانب مختلفة من الأحتمالات المتوقعة لحدوث أزمات صحية
واقتصادية واجتماعية، تتباين آثارها السلبية على الدول حسب أوضاعها التي ادركتها الجائحة فيها.
فاصدر القادة بيانا جاء معززا في تصوره العام لإعلان نواكشوط الداعي الى تفديم الدعم لدول القارة الإفريقية من شركائها الدوليين لمواجهة هذه الجائحة التي غيرت موازين القوى وفرضت ظروفا استثنائية على شعوب القارة السمراء  ، مثمنا الاعلان  قرار تخفيف الديون عن بعض الدول الاكثر فقرا في القارة الافريقية . .
وتوجت اللقاءات عبر الفيديو بعقد قمة دول عدم الانحياز الطارئة التي احتضنتها امس عاصمة اذربيجان، حيث وجه رئيس الجمهورية خطابا ترك صدى ايجابيا لدى قادة هذه الدول، دعاهم فيه الى دعم مبادرة المطالبة بإلغاء الديون الخارجية، منبها الى ضرورة صهر الجهود في إطار استراتيجية شمولية تلحظ مختلف ابعاد تأثير الجائحة على تلك الدول ، لتتفرغ حكوماتها لمعالجة ما ستتركه الجائحة من آثار لم تكن متوقعة.
وعليه فإن هذه القمم التي يرجع الفضل بعد الله في انعقادها عبر الفيديو بين قادة دول الاتحاد الاوروبي ودول مجموعة الخمس في بركسل من جهة،  وقمة قادة دول عدم الأنحياز في اذربيجان من الجهة الأخرى إلى سنة حسنة سنها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بتنظيم قمة دول الساحل الخمس عبر الفيديو.
ومما لاشك فيه أن قطف ثمار هذه القمم سيتم لاحقا لصالح شعوب القارة الإفريقية بشكل خاص ودول عدم الانحياز بشكل أعم..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً