ومضة …/ حكاية من الماضي …/ الشريف بونا
نواكشوط ، 14 ابريل 2020 (الهدهد .م .ص)
في عهد نظام سابق من الأنظمة التي تعاقبت على موريتانيا وفي بداية الديمقراطية ظهرت معارضة ناشئة ومحتاجة الى نخبة تشد ازرها وتوصل خطابها عبر وسائل الإعلام المحدودة آنذاك ,فتسابق إليها بعض المثقفين ،خاصة من قطاع التعليم الذي لدى من يمتهنه متسعا من الوقت .
فظهرت جرائد معارضة وأخرى موالية فانتهز بعض أشباه الصحفيين الوافدين للحقل الفرصة ليكون ظاهره للمعارضة وخطابها المتطرف وباطنه للموالاة عبر قنواتها التي تلبس كل لبوس لجمع بنك من المعلومات تستغله كلما دعت الحاجة إلى ذلك .
لقد كان من بين هؤلاء القوم من تسلق السلم بسرعة ليصبح من المقربين من رأس النظام ٱنذاك من وراء حجاب ، ولم يزل كذلك إلى أن جاء اليوم الذي عين فيه مديرا عاما على مؤسسة عمومية من دون علم الوزير الوصي عليها. فظن أن ذلك بمثابة بطاقة بيضاء لتجاوز وزيره وعدم امتثال أوامره إلى أن جاء اليوم الذي طلب منه الوزير أن ينفذ أمرا فرفض وقال لجلسائه انا في حل من أوامر الوزير، فرفع أحد الجلساء الخبر الى جهة أوصلته الى رئيس الجمهورية انذاك الذي اتصل بالوزير وسأله عن الأمر فابلغه به دون زيادة فيه ولا نقصان .
الرئيس رد على الوزير قائلا هو غبي لوكنت اثق فيه إلى تلك الدرجة لعينته وزيرا مكانك.
فعندئذن قرر الرئيس عقد اجتماع عاجل لمجلس الوزراء رغم أن في ذلك اليوم زيارة مبرمجة لرئيس دولة غربية ضيفا على البلد لإتخاذ إجراء واحد تمثل في تعين مدير جديد على المؤسسة بدلا من المدير الذي لا يمتثل أوامر الوزير الوصي عليه …مجرد حكاية من ماضي نظام سيدي ولد الشيخ عبد الله..
الشريف بونا
