ردا على تدوينة في الفيسبوك للنائب محند الامين سيد.مولود

مصداقا لقوله تعالى:” قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .”
صدق الله العظيم.
الرد فى هذا النوع من المواضيع لا يكون بالصراخ، بل بالوضوح والحزم، وأنت هنا تحاول خلط الأوراق بطريقة تجعل كل شيء ضبابيًا، لكن الواقع واضح وجلي:

1. الخيانة ليست وجهة نظر: عندما يتعهد سياسي موريتاني أمام رئيس دولة أخرى بتوحيد جماعة عرقية داخل موريتانيا تحت رايته، فهذه ليست “تعزيزًا للعلاقات الإفريقية”، بل طعنة في خاصرة الدولة الوطنية. هذا لا يختلف عن بيع الولاء لقوة خارجية مقابل نفوذ أو حماية.

2. الازدواجية التي تتحدث عنها حقيقية، لكنها ليست كما تصورها: إذا كان هناك من حمل جنسية بلد آخر ثم عاد وتمتع بمكانة معنوية، فهذا ليس مبررًا لفتح الباب لكل أشكال الولاء الخارجي. هناك فرق بين تاريخ معقد وبين محاولات تفكيك الوطن باسم العلاقات الخارجية.

3. نقد الأنظمة شيء، وتدمير الدولة شيء آخر: نعم، من حق أي سياسي أن ينتقد الفساد والزبونية وسوء الإدارة، ولكن عندما يتم ذلك ضمن أجندة عرقية أو جهوية أو بتمويل خارجي، فهنا يصبح الأمر خيانة وليس إصلاحًا.

4. الإعلام والانغلاق: صحيح أن الإعلام الموريتاني مقيد، ولكن تبرير الذهاب إلى وسائل إعلام أجنبية معادية للوطن وتسويق خطاب يمزق الوحدة الوطنية ليس “حقًا إعلاميًا”، بل اصطفاف مع أجندات لا تخدم المصلحة الوطنية.

5. التذرع بالحقوق الثقافية والعرقية لتبرير الخيانة: لا أحد ينكر وجود العنصرية والمظالم الاجتماعية، ولكن من يحاول حل هذه القضايا من خلال ارتهان البلد لأطراف خارجية، فإنه لا يبحث عن عدالة، بل عن قوة خارجية تفرض هيمنتها لصالحه.

6. الوطن فوق الجميع: ليس هناك مواطنة انتقائية، ولا يجوز تبرير الولاء المزدوج ولا الارتهان للخارج تحت أي ذريعة. من أراد التغيير فليعمل من داخل مؤسسات البلد، ومن لا يعجبه ذلك فليغادر ويعلن أنه لم يعد موريتانيًا، بدل التلاعب بالكلمات لتبرير الأفعال المشبوهة.

الخلاصة: لا تخلط بين الحق والباطل، ولا تحاول إعطاء الغطاء للخيانة والارتهان للخارج تحت عناوين زائفة. الوطن يُبنى بالنقد الصادق والمسؤول، لا بالمزايدات والتلاعب بمصير البلد.

عبدالله محمد الحيمر

مقالات ذات صلة