رد على سؤال متعلق بمدى نحاج زيارة معالي الوزير الأول السنغالي …/ د. شيخنا حجبو؛
سألني أحدهم اليوم سؤالا أحسست فيه نوعا من المكر السياسي ولم يكن بوسعي عدم الرد عليه، لكي لا يعتقد أنني اتهرب من سؤاله خشية امر ما ؟
وكان السؤال : هل تعتقد صاحب ” المعالي ” ان زيارة معالي الوزير الأول السنغالي قد نجحت ،خصوصا انها تأتي ” عقب
تبادل للزيرات ما بين رؤساء الدولتين :، الموريتانية السنغالية وصفها البعض أنها كانت خافتة ” !؟
وقد قصد صاحب السؤال طرح نقطة تعجب ونقطة
استفهام ،نهاية السؤال .
وردا على سؤال السيد الماكر هذا ،أقول أن الزيارات المتبادلة بين رؤساء البلدين ،كانت زيارات سياسية بامتياز
حققت سقفا دبلوماسيا غاية في الأهمية بين البلدين الشقيقين ،كان البلدان بحاجة ماسة له والشعوب في
الدولتين متعطشة له،وقد حقق لشعوب البلدية مطلبا تاريخيا عزة عليها ان يجد من ينجح في تحقيفه، وقد تحقق
،ولانه تحقق بأعلى سقف يطمح له الرئيسين وتطلبه شعوبهما ان يكون كذلك ،جاءت زيارة الوزير الأول السنغالي
لبلدنا بدعوة من نظيره الموريتاني ،ارادت الحكومة الموريتانية ان تستثمر اقصى استثمارا في النتائج التي اسفرت عنها تبادل الزيارات بين الرؤساء في البلدين .
واللا فت حقا ان ذلك قد تحقق على أبعد السقوف الممكنة
في الوقت الحاضر بين البلدين، حيث نحجت الحكومة الموريتانية في نقل سقف العلاقة مع الشقيقة السنغال
من علاقة شراكة بين البلدين إلى علاقة تكامل اقتصادي
واجتماعي وامني …الخ من خلال ما تم التوصل إليه من قرارات ،وتبادلات رفيعة المستوي للرؤساء ،وتحقق تطابقا تاما بين الدولتين في شتى المجالات الديمقراطية والتنمية المشتركة والاندماج الاقليمي، وابرمت الثقة لتحقيق الاستقرار والامن والتنمية في منطقة الساحل وتعزيز السلام ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود،فضلة عن تشديد التعاون في مجالات الأمن وظروف إقامة واستقرار مواطني البلدين والطاقة والنقل والصيد والهجرة والثروة الحيوانية، ولعل انشاء أمانة بين البلدين للتعاون والتنمية اقوي دليل على متانة العلاقة بين الشقيقتين ،وقد شمل الاتفاق بين الطرفين كذلك تسهيل شروط الإقامة والإستقرار لمواطني البلدين… تنفيذا للتعليمات السامية لرؤساء البلدين .
ويكفيك من معرفة مدى نجاح الزيارة ،إنها استندت على رؤية واعية وعلى مقاربة استراتيجية بصيرة بالتاريخ
والجغرافيا والحضارة الضاربة في أعماق التاريخ المستندة
على نباهة غاية الحذاقة.
شهادة ذلك ” ان وعينا المشترك بوحدة المصير هذه،هو
ما مكننا على مر السنين ،ورغم المصاعب والتحديات
من المحافظة على كنز الاخوة والصداقة الذي ورثناه عن اسلافنا ” صاحب المعالي.
هذا ” الكنز ” جعل صاحب المعالي يقول ” إنني على يقين
من ان زيارة معاليكم هذه ستسهم في تعزيز التعاون بمختلف هذه المجالات وتسريع وتيرة تنفيذ نتائج الدورة
الثالثة عشرة للجنة المشتركة الكبرى الموريتانية السنغالية ”
ان متكأ ذاك وضمان نجاحه حدده صاحب المعالي في قوله:
” ان موريتانيا والسنغال تشتركان في نفس الفضاء الجغرافي الساحلي الصحراوي ،ويجمعهما تاريخ مشترك
طويل وثقافة غنية ومتنوعة ،صاغها اسلام سني سمح
بحمل لوائه مشايخ وعلماء من كلا البلدين ”
ولانها كذلك ،وبهذا العمق ” حرصنا دائما على تعزيز علاقاتنا
الثنائية واستكشاف سبل جديدة لتطويرها وتنويعها تحقيقا
لتطلعات شعبينا الشقيقين واسهاما في ازدهار واستقرار منطقتنا والقارة الافريقية عموما ”
هكذا حرص صاحب المعالي على جعل زيارة معالي الوزير الأول السنغالي زيارة ترقى إلى تنفيذ التوجيهات السامية لصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني ونظيره السنغالي ،في توطيد اركان علاقة قوية قادرة على تحقيق التكامل في شتى المجالات بين الدولتين ،وقد نجح مع حكومته في رفع سقف تلك العلاقة من الشراكة إلى التكامل، وهذا لعمري هو المطلب الأم للشعبين الشقيقين والطموح التاريخي لقادة البلدين .
فهل انت بسؤالك لنا ،استوضحت مدى الترابط بين الزياتين
بحكم الأولى تاسيسا لعلاقة قوية ودائمة، والثانية تنفيذا
لتوجيهات تلك واستثمارا ناجحا في أقصى حدودها الممكنة
في الوقت الحاضر.